ترجمة الإمام أبي عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة
الجعفي البخاري
1.اسمه ونسبه وكنيته.
2.نسبته.
3.مولده ومنشأه ومبدأ طلبه للحديث.
4.ذكر سيرته شمائله و زهده و فضائله.
5.البلاد التي رحل إليها لطلب العلم خاصة للحديث الشريف.
6.أشهر مشايخه ومراتبهم الّذين كتب عنهم وحدّث.
7.ذكر تلامذته الّذين رووا عنه.
8.مدح العلماء وتعظيمهم به وثناء أقرانه عليه.
9. ذكر الأخبار الشاهدة لسعة حفظه وسيلان ذهنه.
10.سعة إطلاعه على العلل.
11. وفاته وتدفينه.
12. مؤلّفاته رضي الله عنه.
اسمه ونسبه وكنيته:
هو أبو عبد الله محمد بن ( أبي الحسن(1)) إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة(2) الجعفي
والي بخارى(3) فنسب إليه نسبة ولاء عملا بمذهب من يرى
أن من أسلم على يده شخص كان ولاؤه له فمن ثم قيل في نسبه الجعفي.
وأمّا ولده إبراهيم فلم نقف على شيء من أخباره,
وأمّا إسماعيل بن إبراهيم والد البخاري فإنّه سمع من حماد بن زيد والإمام مالك
وروى عنه العراقيون وذكر ولده في "التاريخ الكبير" فقال إسماعيل بن
إبراهيم بن المغيرة سمع من مالك و حماد بن زيد وصافح ابن المبارك ذكره كذلك ابن
حبان في " كتاب الثقات " في الطبقة الرابعة من ثقاته(4)فقال عند وفاته إنّه لا يعلم في ماله
حراماً ولاشبهة. ومات إسماعيل ومحمد صغير فنشأ في حجر أمّه(5)
وسنذكر بيان مولده ومنشئه.
نسبته:
كما ذكر الحافظ(6)
في الفتح " أسلم مغيرة بن بردزبة على يد اليمان الجعفي وأتى بخارى فنسب إليه
نسبة ولاء عملا بمذهب من يرى أن من أسلم على يده شخص كان ولاؤه له وإنما يقال له
الجعفي لذلك " وأمكن أن تكون نسبته البخاري لأن البخارى كان مسكنه ومسكن أبيه
إسماعيل ومسكن جده المغيرة بن بردزبة. (۷)
مولده ومنشأه:
ولد الإمام البخاري ببخارى سنة أربع
وتسعين ومائة من الهجرة (194هـ) ببلدة بخارى ونشأ لها يتيما فحفظ القرآن وأحبّ
سماع الحديث فحفظ عشرات الآلاف منه قبل أن يبلغ(۸)
وقال الدكتور تقي الدين المظاهري في كتابه "الإمام البخاري" بحوالة
الفتح اتفقوا على أن الإمام البخاري رحمه الله ولد بعد صلاة الجمعة ثلاث عشرة خلت
من شوال سنة أربع وتسعين ومائة من الهجرة ببلد بخارى فما يخالف ذلك من الأقوال فهو
شاذ, لأن الجمع من العلماء قالوا بذلك.
وقد مات أبوه وهو صغير فكفلته أمّه
وأحسنت تربيته وقد كان له في مال أبيه الذي تركه له أعانها على تنشئته نشأة كريمة صالحة.
وقد لاحظته العناية الإلهية من صغره فقد روى أن البخاري ذهبت عيناه في صغره, فرأت
والدته الخليل إبراهيم عليه السلام (۹) في
المنام فقال لها يا هذه قد ردّ الله على ابنك بصره بكثرة دعائك فأصبح وقد رد الله
عليه بصره فتبدل حزنها سرورا.
مبدأ طلبه للحديث الشريف:
إنّ البخاري ألهم حفظ الحديث في صغر سنه
وهو ابن عشرسنين أو أقلّ ثم حجّ به أخوه فرجع أخوه وهو أقام بمكة المكرمة في طلب
العلم ورحل رحلات واسعة في طلب الحديث إلى الأمصار الإسلامية وكتب عن شيوخ
متوافرات وأئمة متكاثرات(۱۰) وقال
صاحب عمدة القاري: حفظ القرآن الكريم وأحبّ سماع الحديث فحفظ عشرات الألوف منه قبل
أن يبلغ, رحل في طلب الحديث إلى خراسان, الجبل, العراق, الحجاز, ومصر, و الشام,
وغيرها. بعد حفظ الحديث أخذ يتعلم كيفية تمييز الطيّب من الخبيث ويعرف العلل حتى
اشتهر بلقب طبيب الحديث كان يقول كتبت عن ألف وثمانين رجلاً ليس منهم إلا صاحب
حديث كلهم يقول: الإيمان قول وعمل, يزيد وينقص ليس فيهم صاحب بدعة ولا زنديق وإنما
كلهم من أهل السنة والحديث. (۱۱)
وقال الفربري: سمعت محمد بن أبي حاتم ورّاق
البخاري يقول: سمعت البخاري يقول: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب, قلت وكم أتي
عليك إذ ذاك فقال عشر سنين أو أقل.ثم خرجت من الكتاب فجعلت أختلف إلى داخلي وغيره
فقال يوما فيما كان يقرأ للناس: سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم فقلت إن أبا
الزبير لم يرو عن إبراهيم فانتهرني فقلت له ارجع إلى الأصل إن كان عندك فدخل فنظر
فيه ثمّ رجع فقال: كيف هو يا غلام ؟ فقلت هو الزبير وهو ابن عدي عن إبراهيم فأخد
القلم وأصلح كتابه وقال لي: صدقت. قال: فقال إنسان ابن كم حين رددت عليه ؟ فقال:
ابن إحدى عشرة سنة. فقال: فلما طعنت في ست عشرة سنة, حفظت كتب ابن المبارك ووكيع
وعرفت كلام هؤلاء يعني أصحاب الرأي قال ثم خرجت مع أمي وأخي إلى الحج.(۱۲)
الرحلة العلمية:
فكان أول رحلته على هذا سنة عشر ومائتين
(210هـ) ولو رحل أوّل ما طلب أدرك ما أدركته أقرانه من طبقة عالية ما أدركها وإن
أدرك ما قاربها كيزيد بن هارون و عبد الرزاق وأراد أن يرحل إليه وكان يمكنه ذلك
فقيل له أنه مات فتأخر عن التوجّه إلى اليمن ثم تبيّن أنّ عبد الرزاق كان حيّاً
فصار يروي عنه بواسطةٍ قال فلمّا طعنت في ثماني عشرة سنة من عمري صنفت كتاب قضايا
الصحابة والتابعين ثم صنفت التاريخ في المدينة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم
وكنت أكتبه في اللّيالي المقمرة قال وقلّ اسم في التاريخ إلاّ وله عندي قصّة إلاّ
أني كرهت أن يطوّل الكتاب .
وقال سهيل بن السري: قال البخاري: دخلت
إلى الشام ومصر والجزيرة مرّتين وإلى بصرة أربع مرّات وأقمت بالحجاز ستّة أعوام
ولا أحصي كم دخلت إلى الكوفة وبغداد مع المحدّثين. وقال حاشد بن إسماعيل: كان
البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام فلُمناه
بعد ستّة عشرة يوماً فقال قد أكثرتم عليّ فأعرضوا عليّ ما كتبتم فأخرجناه فزاد على
خمسة عشرة ألف حديث فقرأها كلّها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كُتُبنا من حفظه.
وقال أبو بكر بن أبي عتاب الأعين: كتبنا
عن محمد بن إسماعيل وهو أمرد على باب محمد بن يوسف الفريابي. قلت كان موت الفريابي
سنة اثنتي عشر ومائتين وكان البخاري إذ ذاك نحواً من ثمانية عشر عاماً أو دونها.
وقال محمد بن الأزهر السجستاني كنت في مجلس سليمان بن حرب و البخاري معنا يسمع ولا
يكتب فقيل لبعضهم ماله لا يكتب فقال: يرجع إلى بخارا ويكتب من حفظه.(۱۳)
ذكر سيرته وشمائله وزهده وفضله:
قال العيني:(14) ما اشترى شيئاً وباعه قطّ وكان ورعاً
زاهداً وكان ينام في الظّلام وربما قام في اللّيل نحو عشرين مرّة يقدح الزناد
ويسرج ويكتب أحاديث
ثم يضع رأسه. (15)وذكر الكرماني(16) في شرحه قول البخاري أنه قال: ما وضعت في كتابي
هذا حديثاً إلاّ اغتسلت قبل ذلك وصلّيت ركعتين وقيل كان ذلك بمكة المشرفة شرّفها
الله تعالى والغسل بماء زمزم والصلاة خلف المقام وقيل كان بالمدينة صلّى الله على
صاحبها وترجم أبوابه في الروضة المباركة وصلّى لكلّ ترجمة ركعتين.
وقال الحافظ في الفتح: كان حمل محمد بن
إسماعيل بضاعة أنفذها إليه أبو حفص فاجتمع التجار إليه بالعشية وطلبوها بربح خمسة
آلاف درهم فردهم وقال: إني نويت البارحة أن أدفعها إلى الأولين فدفعها إليهم وقال
لا أحبّ أن أنقض نيّتي. (17)
وقال ورّاقه (هو محمّد بن أبي حاتم )
ركبنا يوماّ إلى الرمي ونحن بقرية فربر. (18)
وخرجنا
إلى الدرب الذي يؤدّى إلى الفرضة فجعلنا نرمي فأصاب سهم أبي عبد الله وتد القنطرة التي
على النهر فانشق الوتد فلما رأى ذلك نزل عن دابته فأخرج السهم من الوتد وترك الرمي
وقال لنا ارجعوا فرجعنا فقال له يا أبا جعفر لي إليك حاجة وهو يتنفس الصعداء فقلت
نعم ! قال فذهب إلي صاحب القنطرة وتقول: إنا أخللنا بالوتد فنحبّ أن تأذن لنا في
إقامة بدله أو تأخذ ثمنه وتجعلنا في حلٍّ ممّا كان منّا. وكان صاحب القنطرة حميد
بن الأخضر وقال لي أبلغ أبا عبد الله السلام وقل له: أنت في حلّ مما كان منك فإن
جميع ملكي لك الفداء فأبلغته الرسالة فتهلّل وجهه وأظهر سروراً كثيراً وقرأ ذلك
اليوم للغرباء خمس مائة حديث وتصدق بثلاث مائة درهم.
قال وسمعته يقول: دعوت ربي مرتين
فاستجاب لي يعني في الحال فلن أحبّ أن أدعو بعد فلعلّه ينقص حسناتي. وقال أخبرني
أحمد بن عمر اللؤلئي عن الحافظ أبي الحجاج المزي أن أبا الفتح الشيباني أخبره قال
أخبرنا أبو اليمان الكندي أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا الخطيب أبو بكر بن ثابت
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أخبر محمد بن أحمد بن سليمان حدثنا أحمد بن محمد
بن عمر سمعت بكر بن منير يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: إني لأرجو أن
ألقي الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً. وبه إلى أبي بكر بن منير قال كان محمد بن
إسماعيل البخاري ذات يوم يصلي فلسعه الزنبور سبع عشر مرةً, فلمّا قضى صلاة فنظروا,
فإذا الزنبور قد ورّمه في سبعة عشر موضعاً ولم يقطع صلاته.(19)
وحكى أبو الحسن يوسف بن أبي ذرّ البخاري
أن محمد بن إسماعيل مرض فعرضوا ماءه على الأطباء فقالوا إن هذا الماء يشبه ماء بعض
أساقفة النصارى فإنهم لا يأتدمون فصدقهم محمد بن إسماعيل وقال لم أئتدم منذ أربعين
سنة فسألوه عن علاجه فقالوا علاجه الإدام فامتنع حتى ألحّ عليه المشايخ وأهل العلم
, فأجابهم إلى أن يأكل مع الخبز سكرة . وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ أخبرني
محمد بن خالد قال حدثنا مقسم بن سعد قال كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول
ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلي لهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية وكذلك
إلى أن يختم القرآن وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن فيختم
عند السحر في كل ثلاث ليال وكان يختم بالنهار في كل يوم ختمة ويكون ختمه عند
الافطار ويقول: عند كل ختمة دعوة مستجابة.
وقال الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي
السليماني: سمعت علي بن محمد بن منصور يقول سمعت أبي يقول : كنا في مجلس أبي عبد
الله البخاري فرفع إنسان من لحيته قذاة وطرحها إلى الناس فلمّا غفل الناس رأيته مدّ
يده فرفع قذاة من الأرض فأدخلها في كمّه فلما خرج من المسجد رأيته أخرجها وطرحها
على الأرض فكأنه صان المسجد عما تصان عنه لحيته وأخرج الحاكم في تاريخه من شعره (20)
اغتنم في الفراغ فضل ركوع
|
فعسى أن يكون موتك بغتة
|
كم صحيح رأيت من غير سقم
|
ذهبت نفسه الصحيحة فلتة
|
البلاد التي رحل إليها لطلب
العلم خاصة الحديث:
ذكر الدكتور تقي الدين الندوي المظاهري
في كتابه " الإمام البخاري" قول الذهبي وغيره قال كان أول سماعة سنة خمس
ومائتين ورحل سنة عشر ومائتين بعد أن سمع الكثير ببلده من سادة وقته ففي سنة عشر
ومائتين خرج إلى البيت الله الحرام حاجًّا هو وأمّه وأخوه أحمد وكان أسنّ منه وقد
رجع أخوه إلى بخارى أمّا هو فقد آثر القيام بمكة وكانت مكة من أهمّ المراكز
العلمية في الحجاز وقد وجد طلبته وما يشبع فهمه للعلم والمعرفة وكان يذهب إلى
المدينة حيناً بعد حين. وفي الحرمين الشريفين ألّف بعض مؤلفاته ووضع أساس الجامع
الصحيح وتراجمه قال البخاري: فلما طعنت في ثماني عشرة صنفت كتاب " قضايا
الصحابة والتابعين " ثم صنفت " التاريخ الكبير " إذ ذاك في المدينة
المنورة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم وكنت أكتبه في الليالي المقمرة قال وقلّ
اسم في التاريخ إلاّ وله عند قصة إلا أني كرهت أن يطول الكتاب.
غرّب البخاري في باب الارتحال لطلب
الحديث بسهم راجع وقل قطر من أقطار الإسلام إلاّ وله إليه رحلة. قال البخاري: دخلت
إلى الشام ومصر والجزيرة مرتين وإلى البصرة أربع مرات وأقمت بالحجاز ستة أعوام ولا
أحصي كم دخلت إلى الكوفة وبغداد مع المحدثين. قال الخطيب: رحل البخاري إلى محدثي
الأمصار وكتب بخراسان والجبال ومدن العراق كلها والحجاز والشام ومصر وورد ببغداد دفعات.
قال الحافظ: ارتحل بعد أن رجع من مكة إلى سائر مشايخ الحديث في البلدان ما أمكنته
الرحلة إليها (21)
وذكر
الذهبي فيها بلخ(22) ونيسابور(23) والري(24)
وبغداد(25)
وبصرة(26) والكوفة(27) والمدينة(28) وواسط(29)
ودمشق(30) وعسقلان(31) وحمص(32)
وغيرها ولقدذكر الحاكم أبو عبد الله هذه البلاد المذكورة التي رحل إليها الإمام
البخاري وقال فقد رحل البخاري إلى هذه البلاد المذكورة في طلب العلم وأقام في كلّ
ذلك على مشايخها.
وقال الكرماني : في كتابه البخاري بشرح
الكرماني أنه دخل بغداد مرات وانقاد أهلها في الحديث بلا منازعة ولهم معه حكاية في
امتحانهم له بقلب الأسانيد والمتون فصح كلها في ساعة (33).
أشهر مشايخ الإمام البخاري:
قال ورّاق البخاري : قال البخاري : بعد
ما حفظت كتب عبد الله بن المبارك ووكيع , سافرت إلى البصرة وأخذت من الإمام أبو
عاصم النبيل وصفوان بن عيسى وبدل بن المحبّر وحرمي بن عمارة وعفان بن مسلم و محمد
بن عرعرة وسليمان بن حرب وأبو الوليد الطيالسي و إمام عارم ومحمد بن سنان واستفدت
من معاصريهم وأقرانهم وقال الإمام البخاري : رحلت إلى البصرة أربع مرات .
ثم رحل إلى الكوفة ويقول لا أحصي كم
دخلت الكوفة والبغداد مع المحدثين وأخذت من مشايخ كوفة منهم: عبد الله بن موسى و
أبو نعيم وأحمد بن يعقوب وإسماعيل بن أبان والحسن بن الربيع وخالد بن مخلد وسعيد
بن حفص وطلق بن غنام وعمر بن حفص,عروة وقبيصة بن عقبة وأبو غسان ومن مشايخه من
بغداد إمام أحمد بن حنبل ومحمد بن عيسى الصباغ ومحمد بن سائق وسريج بن النعمان وغيره.
ثم سافر إلى الشام و أخذ من: يوسف
الفريابي وأبو نصر إسحاق بن إبراهيم وآدم بن أبي أياس وأبو اليمان الحكم بن نافع
وحيوة بن شريح.
ومن شيوخه من مصر: عثمان بن صائغ وسعيد بن أبي
مريم وعبد الله بن صالح وأحمد بن شعيب وأصبغ بن الفرج وسعيد بن أبي عيسى وسعيد بن
كثير بن عفير ويحيى بن عبد الله بن بكير وغيرهم.
ومن أشهر مشايخه من جزيرة: أحمد بن عبد
الملك الحراني وأحمد بن يزيد الحراني وعمرو بن الخلف وإسماعيل بن عبد الله وغيرهم.
وأخذ من خراسان ومضافاتها مرو, وبلخ
وهراة وري.وفيمن مرو شيوخه علي بن حسين بن شفيق وعبدان ومحمد بن مقاتل وأقرانهما,وأخذ
من بلخ مكي بن إبراهيم ويحيى بن بشر ومحمد بن أبان وحسن بن شجاع ويحيى بن موسى
وقتيبة وغيرهم , ومن هرات أحمد بن أبي الوليد الحنفي ومن نيسابور يحيى وبشير بن
الحكم وإسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع وغيره ومن ريّ أخذ من إبراهيم بن موسى ومن
واسط أخذ من حسان بن حسان وحسان بن عبد الله وسعيد بن عبد الله وغيره.
وأخيراً أذكر قول الحاكم : فقد رحل
البخاري إلى هذه البلاد المذكورة في طلب العلم وأقام في كل مدينة على مشائخها .
قال وإنّما سمّيت من كل ناحية جماعة من المتقدّمين ليستدلّ به على عالي إسناده.(34)
مراتب أساتذة البخاري:
وقال الحافظ في الفتح عن محمد بن أبي
حاتم عنه قال كتبت من ألف وثمانين نفسا ليس فيهم إلا صاحب حديث.
وينحصرون في خمس طبقات .
الطبقة الأولى:
من حدثه عن التابعين مثل محمد بن عبد
الله الأنصاري حدثه عن حميد ومثل مكي بن إبراهيم حدثه عن يزيد بن أبي عبيد ومثل
أبي عاصم النبيل حدثه عن يزيد بن أبي عبيد أيضا ومثل عبيد الله بن موسى حدثه عن
إسماعيل بن أبي خالد ومثل أبي نعيم حدثه عن الأعمش ومثل خلاد بن يحيى حدثه عن عيسى
بن طهمان ومثل علي بن عياش وعصام بن خالد حدثاه عن حريز بن عثمان وشيوخ هؤلاء كلّهم
من التابعين.
الطبقة الثانية :من كان في عصره هؤلاء
لكن لم يسمع من ثقات التابعين كآدم بن أبي أياس وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر
وسعيد بن أبي مريم وأيوب بن سليمان بن بلال وأمثالهم .
الطبقة الثالثة :
هي الوسطى من مشايخه وهم من لم يلق
التابعين بل أخذ عن كبار تبع الأتباع كسليمان بن حرب وقيبة بن سعيد ونعيم بن حماد
وعلى بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي بكر وعثمان
ابني أبي شيبة وأمثال هؤلاء وهذه الطبقة قد شاركه مسلم في الأخذ عنهم.
الطبقة الرابعة:
رفقاؤه في الطلب ومن سمع قبله قليلا
كمحمد بن يحيى الذهلي وأبي حاتم الرازي ومحمد بن عبد الرحيم صاعق وعبد بن حميد
وأحمد بن النضر وجماعة من نظرائهم وإنما يخرج عن هؤلاء ما فاته عن مشايخه أو ما لم
يجد عنده غيرهم.
الطبقة الخامسة :
قوم في عداد طلبه في السن والإسناد سمع
منهم للفائدة كعبد الله بن حماد الآملي وعبد الله بن أبي العاص الخوارزمي وحسين بن
محمد القباني وغيرهم, وقد روى عنهم أشياء يسيرة وعمل في الرواية عنهم بما روى
عثمان بن أبي شيبة عن وكيع قال: لا يكون الرجل عالما حتى يحدث عمن هو فوقه وعمن هو
مثله وعمن هو دونه, وعن البخاري أنه قال: لا يكون المحدّث كاملاً حتى يكتب عمن هو
فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه.(35)
وقال الدكتور تقي الدين الندوي
المظاهري: وإن عدد شيوخه الذين خرج عنهم في الصحيح 279شيخا.(36)
قال الحافظ في الفتح: ذكر الفربري أنه
سمعه منه تسعون ألفا وأنه لم يبق من يرويه غيره وأطلق ذلك بناء على ما في علمه وقد
تأخر بعده بتسع سنين أبو طلحة منصور بن محمد بن علي بن قريبة البزدوي وكانت وفاته
سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ذكر ذلك من كونه روى الجامع الصحيح عن البخاري أبو نصربن
ماكول وغيره ومن رواة الجامع أيضا ممن اتصلت لنا روايته بالإجازة إبراهيم بن معقل
النسفي وفاتَه منه قطعةٌ من آخره رواها بالإجازة وكذلك حماد بن شاكر النسوي
والرواية التي اتصلت بالسماع في هذه الأعصار وما قبلها هي رواية محمد بن يوسف بن
مطر بن صالح بن بشر الفربري ومن تصانيفه أيضا الأدب المفرد يرويه عنه أحمد بن محمد
بن الجليل بالجيم البزار ورفع اليدين في الصلاة والقراءة خلف الإمام يرويهما عنه
محمود بن إسحاق الهدي وهو آخر من حدّث عنه ببخارا وبرّ الوالدين يرويه عنه محمد بن
دلويه الوراق التاريخ الكبير يرويه عنه أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس وأبو
الحسن محمد بن سهل النسوي وغيره.
والتاريخ الأوسط يرويه عنه عبد الله بن أحمد بن
عبد السلام الخفاف وزنجويه بن محمد اللباد والتاريخ الصغير يرويه عنه عبد الله بن
محمد بن عبد الرحمن الأشقر وخلق أفعال العباد يرويه عنه يوسف بن ريحان بن عبد
الصمد والفربري أيضا وكتاب الضعفاء يرويه عنه أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد
الدولابي وأبو جعفر شيخ بن سعيد وأدم بن موسى الخواري وهذه التصانيف موجودة مروية
لنا بالسماع أو بالإجازة
ومن تصانيفه أيضاً الجامع الكبير ذكره
بن طاهر والمسند الكبير والتفسير الكبير ذكره الفربري وكتاب الأشربة ذكره
الدارقطني في المؤتلف والمختلف في ترجمة كيسة وكتاب الهبة ذكره وراقه كما تقدم
وأسامي الصحابة ذكره أبو القاسم بن منده وأنه يرويه من طريق بن فارس عنه وقد نقل
منه أبو القاسم البغوي الكبير في معجم الصحابة له وكذا ابن منده في المعرفة ونقل
أيضا من كتاب الوحدان له وهو من ليس له إلا حديث واحد من الصحابة.
وكتاب المبسوط ذكره الخليلي في الإرشاد وأن مهيب
بن سليم رواه عنه وكتاب العلل ذكره أبو القاسم بن منده أيضا وأنه يرويه عن محمد بن
عبد الله بن حمدون عن أبي محمد عبد الله بن الشرقي عنه وكتاب الكنى ذكره الحاكم
أبو أحمد ونقل منه وكتاب الفوائد ذكره الترمذي في أثناء كتاب المناقب من جامعه.
وممن روى عنه من مشايخه عبد الله بن
محمد المسندي وعبد الله بن منير وإسحاق بن أحمد السرماري ومحمد بن خلف بن قتيبة
ونحوهم ومن أقرانه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وإبراهيم الحربي وأبو بكر بن أبي
عاصم وموسى بن هارون الجمال ومحمد بن عبد الله بن مطين وإسحاق بن أحمد بن زيرك
الفارسي ومحمد بن قتيبة البخاري وأبو بكر الأعين ومن الكبار الآخذين عنه من الحفاظ
صالح بن محمد الملقب جزرة ومسلم بن الحجاج وأبو الفضل أحمد بن سلمة وأبو بكر بن
إسحاق بن خزيمة ومحمد بن نصر المروزي وأبو عبد الرحمن النسائي وروى أيضا عن رجل
عنه وأبو عيسى الترمذي وتلمذ له وأكثر من الاعتماد عليه وعمر بن محمد البحيرى وأبو
بكر بن أبي الدنيا وأبو بكر البزار وحسين بن محمد القباني ويعقوب بن يوسف بن
الأخرم وعبد الله بن محمد بن ناجية وسهل بن شاذويه البخاري وعبيد الله بن واصل
والقاسم بن زكريا المطرز وأبو قريش محمد بن جمعه ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي
وإبراهيم بن موسى الجويري وعلي بن العباس التابعي وأبو حامد الأعمشي وأبو بكر أحمد
بن محمد بن صدقة البغدادي وإسحاق بن داود الصواف وحاشد بن إسماعيل البخاري ومحمد
بن عبد الله بن الجنيد ومحمد بن موسى النهرتيري وجعفر بن محمد النيسابوري وأبو بكر
بن أبي داود وأبوالقاسم البغوي وأبو محمد بن صاعد ومحمد بن هارون الخضرمي
والحسين بن إسماعيل المحاملي البغدادي وهو آخر من حدّث عنه ببغداد (37)
مدح العلماء وتعظيمهم به
وثناء أقرانه عليه:
عاش البخاري رحمه الله في مصر اجتمع فيه
أئمة أعلام ومحدثون كبار انتشروا في سائر العالم الإسلامي ومن فضل الله تعالى على
هذا الإمام أن جميع أئمة عصره قد عرفوا فضله وعظموه وعرفوا أنه يفوقهم في حفظه
فأثنوا عليه الثناء الطيب البليغ ومن عاصره في شبابه تنبّأله بالنبوغ والرفعة فكان
كما قالوا وإلي القارئ بعض أقوالهم فيه:
قال قتيبة بن سعيد: جالست الفقهاء
والزهاد والعباد فما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل وهو في زمانه كعمر في
الصحابة.وعن قتيبة أيضاً قال: لو كان محمد بن إسماعيل في الصحابة لكان آية .
وقال
محمد بن يوسف الهمداني: كنا عند قتيبة فجاء رجل شعراني يقال له أبو يعقوب فسأله عن
محمد بن إسماعيل فقال يا هؤلاء نظرت في الحديث ونظرت في الرأي وجالست الفقهاء
والزهاد والعباد فما رأيت منذ عقلت مثل محمدبن إسماعيل.
قال
وسئل قتيبة عن طلاق السكران فدخل محمد بن إسماعيل فقال قتيبة للسائل هذا أحمد بن
حنبل وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني قد ساقهم الله إليك وأشار إلى البخاري.
وقال أحمد بن حنبل ما أخرجت خراسان مثل
محمد بن إسماعيل رواها الخطيب بسند صحيح عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه وقال
يعقوب بن إبراهيم الدورقي ونعيم بن حماد الهدي محمد بن إسماعيل البخاري ففيه هذه
الأمة.
وقال بندار محمد بن بشار هو أفقه خلق
الله في زماننا وقال الفربري: سمعت محمد بن أبي حاتم يقول سمعت حاشد بن إسماعيل
يقول كنت بالبصرة فسمعت بقدوم محمد بن إسماعيل فلما قدم قال محمد بن بشار قدم
اليوم سيد الفقهاء وكان محمد بن سلام يقول كلما دخل علىّ محمد بن إسماعيل تحيّرت
ولا أزال خائفا منه يعني يخشى أن يخطئ بحضرته.
وقال سليم بن مجاهد كنت عند محمد بن سلام فقال
لي لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث وقال حاشد بن إسماعيل رأيت إسحاق بن
راهويه جالسا على المنبر والبخاري جالس معه وإسحاق يحدث فمر بحديث فأنكره محمد
فرجع إسحاق إلى قوله وقال يا معشر أصحاب الحديث انظروا إلى هذا الشاب واكتبوا عنه
فإنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن البصري لاحتاج إليه لمعرفته بالحديث وفقهه
وقال البخاري أخذ إسحاق بن راهويه كتاب التاريخ الذي صنفته فأدخله على عبد الله بن
طاهر الأمير فقال أيها الأمير ألا أريك سحراً وقال أبو بكر المديني كنا يوما عند
إسحاق بن راهويه ومحمد بن إسماعيل حاضر فمر إسحاق بحديث ودون صحابيه عطاء
الكنجاراني فقال له إسحاق يا أبا عبد الله إيش هي كنجاران له قال قرية باليمن كان
معاوية بعث هذا الرجل الصحابي إلى اليمن فسمع منه عطاء هذا حديثين فقال له إسحاق
يا أبا عبد الله كأنك شهدت القوم. وقال البخاري: كنت عند إسحاق بن راهويه فسئل عمن
طلق ناسيا فسكت طويلا مفكرا فقلت أنا قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تجاوز
عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم وإنما يراد مباشرة هؤلاء الثلاث
العمل والقلب أو الكلام والقلب وهذا لم يعتقد بقلبه فقال إسحاق قويني ذلك قواك
الله وأفتي به.
وقال أبو الفضل أحمد بن سلمة النيسابوري
:حدثني فتح بن نوح النيسابوري قال أتيت علي بن المديني فرأيت محمد بن إسماعيل
جالسا عن يمينه وكان إذا حدث التفت إليه مهابة له.
وقال
رجاء بن رجاء الحافظ: فضل محمد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء
وقال أيضا هو آية من آيات الله تمشي على ظهر الأرض.
وقال الحسين بن حريث: لا أعلم أني رأيت مثل محمد
بن إسماعيل كأنه لم يخلق إلا للحديث.وقال عبد الله بن محمد المسندي محمد بن
إسماعيل إمام فمن لم يجعله إماما فاتهمه.قال أبو حاتم الرازي لم تخرج خراسان قط
أحفظ من محمد بن إسماعيل ولا قدم منها إلى العراق أعلم منه.
وقال أبو سهل محمود بن النضر الفقيه:
دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت علماءها فكلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل
فضلوه على أنفسهم.
وقال أبو سهل أيضا: سمعت أكثر من ثلاثين
عالما من علماء مصر يقولون حاجتنا في الدنيا النظر إلى محمد بن إسماعيل.
وقال صالح بن محمد جزرة :ما رأيت
خراسانيا أفهم من محمد بن إسماعيل وقال أيضا كان أحفظهم للحديث.(38)
وقد ذكر الكرماني في كتابه البخاري بشرح
الكرماني فقال : عظمه العلماء غاية التعظيم وكرمه الفضلاء نهاية الاحلال والتكريم
في أنّ مسلماً صاحب الصحيح كلّما دخل عليه مسلم يسلم ويقول دعني أقبّل رجليك يا
طبيب الحديث في علله و يا أستاذ الأستاذين و يا سيد المحدثين.
قال أبو نعيم: إنه فقيه هذه الأمة وقال
محمد بن بشار وكان علماء مكة يقولون هو إمامنا وفقيهنا وفقيه خراسان. وقال ابن
خزيمة:ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث منه وأحفظه وقال بعضهم هو آية من آيات الله
يمشي على وجه الأرض ونحو ذلك . (39)
أما ثناء من جاؤوا بعده فيكفي فيه قول
الحافظ ابن حجر ولو فتحت باب الثناء الأئمة عليه ممن عن عصره لفني القرطاس ونفدت
الأنفاس فذلك بحر لا ساحل له . (40)
ذكر الأخبار الشاهدة لسعة حفظه
وسيلان ذهنه:
لقد رزق الإمام البخاري حافظةً قويّةً
وذاكرةً عجيبةً ولم يكن له نظير في ذلك زمانه,حكاياته في سرعة حفظه وقوّته بلغت حد
التواتر فنكتسب هنا بعضاً منها . ذكر الحافظ بسنده عن أبي أحمد بن عدي الحافظ يقول
سمعت من عدة من مشايخ بغداد يقولون : إنّ محمّد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع
به أصحاب الحديث فاجتمعوا وأرادوا إمتحان حفظه فعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها
وأسانيدها وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر وإسناد هذا المتن لمتن آخر ودفعوها
إلى عشرة أنفس لكل رجل عشرة أحاديث وأمروهم إذا حضروا المجلس أن يلقوا ذلك على
البخاري وأخذوا عليه الموعد للمجلس فحضروا وحضر جماعة من الغرباء من أهل خراسان
وغيرهم ومن البغداديين فلما اطمأنّ المجلس بأهله انتدب رجل من العشرة فسأله عن
حديث من تلك الأحاديث فقال البخاري لا أعرفه فما زال يلقى عليه واحدا بعد واحد حتى
فرغ البخاري يقول لا أعرفه وكان العلماء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض
ويقولون فهم الرجل ومن كان لم يدر القصة يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة
الحفظ ثم انتدب رجل من العشرة أيضاً فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة فقال
لا أعرفه فسأله عن آخر فقال لا أعرفه فلم يزل يلقي عليه واحداً واحداً حتى فرغ من
عشرته والبخاري يقول لا أعرفه ثم انتدب الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا
كلهم من إلقاء تلك الأحاديث المقلوبة والبخاري لا يزيدهم على لا أعرفه فلمّا علم
أنهم قد فرغوا التفت إلى الأوّل فقال أمّا حديثك الأوّل فقلت كذا وصوابه كذا
وحديثك الثاني كذا وصوابه كذا والثالث والرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة
فردّ كلّ متن إلى إسناده وكلّ إسناد إلى متنه وفعل بالآخرين مثل ذلك فأقر الناس له
بالحفظ وأذعنوا له بالفضل قلت هنا يخضع للبخاري فما العجب من رده الخطأ إلى الصواب
فإنه كان حافظا بل العجب من حفظه للخطأ على ترتيب ما ألقوه عليه من مرّةٍ واحدةٍ. (41)
وقال أبو الأزهر: كان بسمرقند أربعمائة
محدث فتجمعوا وأحبّوا أن يغالطوا محمد بن إسماعيل فأدخلوا أسناد الشام في أسناد
العراق وأسناد العراق في أسناد الشام وأسناد الحرم في أسناد اليمن فما استطاعوا مع
ذلك أن يتعلقوا عليه بسقطة.
وقال أحيد بن أبي جعفر والي بخارى: قال
لي محمد بن إسماعيل يوما رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ورب حديث سمعته
بالشام كتبته بمصر فقلت له يا أبا عبد الله بتمامه فسكت(42)
وقال محمد بن حاتم وراقه: سمعت حاسد بن
إسماعيل وآخر يقولان : كان البخاري يختلف معنا إلى السماع وهو غلام فلا يكتب حتى
أتى ذلك أيام فكنا نقول له إنك تختلف معنا ولا تكتب فلمناك فيما تصنع فقال لنا بعد
ستة عشر يوما أنكما أكثرتما علي فاعرضا علي ما كتبتما فأخرجنا إليه ما كان عندنا
فزاد على خمسة عشر ألف حديث , فقرأها كلها عن ظهر قلبه حتى جعلنا نحكم كتبنا من
حفظه . ثم قال : أترون أني أختلف هدراً وأضيع أيامي , فعرفنا لا يتقدمه أحد.(43)
سعة إطلاعه على العلل شهد
للبخاري أهل عصره بالتقدّم عليهم في حفظ الأحاديث شهدوا له بمعرفة الأسانيد الصحيح
منها والضعيف ومعرفة الرجال ونقدهم وتعديلهم , فقال فيه الإمام الترمذي : لم أر في
العلل والرجال أعلم من البخاري .
وقال البخاري : ما جلست للتحديث حتى
عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في كتب أهل الرأي وقال له لا أعلم شيئا يحتاج
إليه إلا وهو في الكتاب والسنة , فقيل له ويمكن معرفة ذلك قال نعم !(44)
وذكر الحافظ في الفتح : قال الحافظ أحمد
بن حمدون رأيت البخاري في جنازة ومحمد بن يحيى الذهلي يسأله عن الأسماء والعلل
والبخاري يمرفيه مثل السهم كأنه يقرأ قل هو الله أحد (45).
وفاته وتدفينه:
لما خرج الإمام البخاري من بخارى كتب
إليه أهل السمرقند يخطبوه إلى بلدهم فسار إليهم فلما كان بقرية خرنتك(446) بلغه أنه قد وقع بينهم بسببه فتنة ,
فقوم يريدون دخوله وقوم يكرهون , فأقام بها في أن ينجلي الأمر , فضجر ليلة ودعا
اللهم قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك , فمات في ذلك الشهر. (47)
وقال القسطلاني:(48) فلما كان بخرنتك بلغ فتنة بينهم بسببه
وكان له أقرباء بها فنزل عندهم حتى ينجلي الأمر فأقام أياما فمرض حتى وجّه إليه
أهل سمرقند رسولاً يلتمسون خروجه إليهم فأجاب وتهيّأ للركوب ولبس خفيه وتعمّم فلمّا
مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها إلى الدابّة ليركبها قال أرسلوني فقد ضعفت فأرسلوه
فدعا بدعوات ثم اضطجع فقضى فسال عرق كثير لا يوصف وما سكن منه العرق حتى أدرج
أكفانه. (49)
وتوفّي رحمه الله ليلة السبت عند صلاة
العشاء ليلة الفطر ودفن بعد صلاة الظهر وكانت مدة عمره اثنين وستين سنة إلا عشر
يوما. (50)
قال الحافظ : قال وراقه : سمعت غالب بن
جبريل وهو الذي نزل عليه البخاري فلما وضعناه في مقبرته فاح من تراب قبره رائحة طيبة كالمسك ودامت أياما وجعل
الناس يختلفون إلى القبر أياما يأخذون من ترابه إلى أن جعلنا عليه خشبا مشبّكا. (51)
وقال الكرماني: لما دفن فاح من تراب
قبره رائحة غالية أطيب من المسك وظهر سوار بيض في السماء مستطيله حذاء القبر
وكانوا يرفعون التراب منه للبركة حتى ظهرت الحفرة للناس ولم يكن يقدر على حفظ
القبر بالحراس فنصب على القبر خشب مشبكات فكانوا يأخذون ما حواليه من التراب
والحصيات ودام ريح الطيب أياما كثيرة حتى تواتر عند جميع أهل تلك البلاد. (52)
ولقد ذكر حياته كله في
الرباعي:
كان البخاري حافظا ومحدثا
|
جمع الصحيح مكمل التحرير
|
ميلاده صدق ومدة عمره
|
فيها حميد وانقضاء في نور
|
وقال القائل:
مضت الدهور وما أتين بمثله
|
ولقد أتى فعجزن عن نظرائه
|
} مؤلّفاته رضي الله عنه {:
1. الجامع الصحيح في الحديث.
2. الأدب المفرد في الحديث.
3. ثلاثيات البخاري في الحديث : ماكان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثلاثة نفر.
4. الحديث النبوي .
5. خلق أفعال العباد.
6. الضعفاء : رواه أبو بشر محمد بن أحمد بن الدولابي وأبو جعفر شيخ أبي
سعيد وآدم بن موسى.
7. رفع اليدين في الصلاة رواية محمود بن إسحاق الخزاعي وهو آخر من حدّث
عنه ببخارى.
8. القراءة خلف الإمام رواية محمود بن إسحاق
الخزاعي وهو آخر من حدّث عنه
ببخارى.
9. التاريخ
الأوسط رواه عنه عبد الله بن أحمد بن عبد
السلام الخفاف.
10 .التاريخ
الصغير رواه عنه عبد الله بن محمد بن
عبد الرحمن
الأشقر.
11.خلق
الأفعال رواه عنه يوسف بن ريحان بن عبد الصمد , ورواه الفربري أيضاً.
12 .الجامع
الكبير ذكره ابن طاهر.
13 .المسند الكبير
.
14 . التفسير الكبير الذي ذكره الفربري.
15 . الأشربة ذكره الدارقطني في المؤتلف والمختلف.
16 . كتاب الهبة ذكره وراقه أي ورّاق البخاري.
17 . أسامي الصحابة : ذكره أبو القاسم بن مندة وأنه
يرويه من طريق ابن فارس عنه وقد نقل منه أبو القاسم البغوي الكبير في معجم الصحابة
له وكذا ابن مندة في المعرفة ونقل أيضاً من كتاب الوحدان له وهو من ليس له إلا
حديث واحد.
18 . المبسوط ذكره الخليل في الإرشاد .
19 . العلل ذكره أبو القاسم بن مندة.
20 . الكنى
ذكره الحاكم أبو أحمد .
21 . الفوائد ذكره الترمذي .
(2) بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وكسر
الدال المهملة وسكون الزاي المعجمة وفتح الباء الموحدة بعدها هاء . هذا
هوالمشهورفي ضبطه وبه جزم ابن ماكول وقد جاء في ضبطه غير ذلك وبردزبة بالفارسية
" الزراع " كذا يقول أهل البخاري
(3) بخارى من أعظم مدن ماوراء النهر بينها وبين
سمرقند مسافة ثمانية أيام وهي من الإقليم المعروف بتركستان الغربية ومن مدن هذا
الإقليم سمرقند وفرغانة وطاشقند وهي تحت الحكم الروسي قبل عشر أعوام وهي الآن دولة
مستقلة
(4) عمدة القاري 1/22
(5) هدي الساري مقدمة فتح الباري صــ669 وكذلك ذكر
الكرماني في شرح البخاري عن المؤلف بالاختصار
(6) هو أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد
بن محمد بن أحمد الكنائي الشافعي المعروف بابن حجر العسقلاني, حامل لواء السنة,
قاضي القضاة, و أحد الحفاظ والرواة الثقات, ولد بمصر في 10شعبان سنة 773هـ وبها
نشأ وحفظ القرآن وهو ابن تسع وحفظ الحاوي ومختصر ابن الحاجب وغيرهما, وسافر صحبة
أحد حيائه إلى المكة المكرمة فسمع بها ثم حبب إليه الحديث الشريف فاشتغل بطلبه من
كبار العلماء ويتوجّه في البلاد الحجازية والشافية والمصرية, وتهدي لنشر الحديث
وتصنيفه فازدادت تصانيفه على مائة وخمسين وقلّ أن تجد فنا من فنون الحديث إلاّ وله
فيه مؤلّفات حاملة, ولقد انتشرت هذه التصانيف في حياته وتهاداها الملوك والأمراء,
ولو لم يكن له إلا كتابه "فتح الباري" شرح الجامع الصحيح للبخاري لكفى
في الاشتهارة بذكره ولوقوف على جلالة قدره , توفي الموصوف بعد العشاء ليلة ست في
8ذي الحجة سنة 852هـ أجزى له الثواب .
(7) هدي الساري مقدمة فتح الباري صــ669
(8) عمدة القاري للعيني 1/22
(9) الإمام البخاري إمام الحفاظ والمحدثين للدكتور
تقي الدين الندوي المظاهري صـ22,23.
(10) البخاري شرح الكرماني 1/11
(11) عمدة القاري للعيني 1/22
(12) هدي الساري مقدمة فتح الباري صـ669
(13) مقدمة فتح الباري صــ670
(14) محمود بن احمد بن موسى بن حسين بن يوسف بن
محمود العينتابي, الحلبي, ثم القاهري, الحنفي, المعروف بالعيني (بدر الدين, أبو
الثناء, أبو محمد ) فقيه, أصولي, مفسر, محدث, مؤرخ, لغوي, نحوي, بياني, ناظم,
عروضي, فصيح باللغتين العربية والتركية. ولد في درب كيكين في 17 رمضان, ونشأ
بعينتاب, وحفظ القرآن, وتفقه على والده وغيره, ورحل إلى حلب, وأخذ عن يوسف بن موسى
الملطي وغيره, وقدم القدس وأخذ عن العلاء السيرافي, ثم صحبه معه إلى القاهرة
ولازمه, وولي حسبة القاهرة, وعزل عنها غير مرة وأعيد إليها, ثم ولي عدة تداريس
ووظائف دينية, وولي نظر الاحباس, ثم قضاء قضاة الحنفية بالديار المصرية, وأفتى
ودرس, وقربه الملك الاشرف برسباي, وتوفي بالقاهرة في 4ذي الحجة, ودفن بمدرسته من
تصانيفه الكثيرة: شرح الجامع الصحيح للبخاري في احد وعشرين مجلدا سماه عمدة
القاري, عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان في تسعة عشر مجلدا, المقاصد النحوية في
شرح شواهد شروح الألفية لابن مالك في النحو, رمز الحقائق في شرح كنز الدقائق في
فروع الفقه الحنفي, وزين المجالس في ثمان مجلدات. (معجم المؤلفين لعمر رضا كحاله
12/150).
(15) عمدة القاري شرح صحيح البخاري 1/11, 12
(16) هو محمد بن يوسف علي بن سعيد شمس الدين
الكرماني عالم بالحديث أصله من كرمان والشهر في بغداد وتصدى لنشر العلم فيها
ثلاثين عاما ألف كتاب" الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري " ولكن قال
ابن قاضي شبهة فيه أوهام وتكرار كثير ولاسيما في ضبط أسماء الرواة ووكتب كتباً
أخرى القيمة . مولده سنة717 هـ ووفاته 786 هـ
(17) هدي الساري صـ671
(18) بكسر أوله وقد فتحه بعضهم, وثانيه مفتوح ثم
باء موحدة ساكنة, وراء: بليدة بين جيحون وبخارى, بينها وبين جيحون نحو الفرسخ,
وكان يعرف برباط طاهر بن علي, وقد تخرج منها جماعة من العلماء والرواة.
(19) هدي الساري صـ672
(20) هدي الساري صـ674
(21) الإمام البخاري إمام الحفاظ والمحدثين للدكتور
تقي الدين الندوي المظاهري صـ39
(22) بلخ : مدينة مشهورة بخراسان , وهي من أجل مدن
خراسان وأذكرها وأكثرها خيرا وأوسعها غلة , تحمل غلتها إلى جميع خراسان وإلى
خوارزم , وقيل : إن أول من بناها لهراسف الملك لما خرب صاحبه بخت نصر بيت المقدس ,
وقيل : بل الإسكندر بناها , وكانت تسمى الإسكندرية قديما, بينها وبين ترمذ اثنا عشر
فرسخا , ويقال لجيحون : نهر بلخ , بينهما نحو عشرة فراسخ , فافتتحها الأحنف بن قيس
من قبل عبد الله بن عامر بن كريز في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه.( معجم
البلدان 1/480, 481 )
(23) نيسابور بفتح أوله, والعامة يسمونه نيشاوور:
وهي مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة معدن الفضلاء منبع العلماء لم أر فيما طوفت من
البلاد مدينة كانت مثلها ( معجم البلدان 5/331 )
(24) الري: بفتح أوله وتشديد ثانيه , فإن كان عربيا
فأصله من رويت على الرواية أروي ريا فأنا راو إذا شددت عليها الرِّواء ؛ وحكى
الجوهري : رويت من الماء , بالكسر , أروي رِيّا و رَيّا ورِوْيً مثل رضىً: وهي
مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن كثيرة الفواكه والخيرات وهي محط الحاج
على طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال , بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخا وإلى
قزوين سبعة وعشرون فرسخا ومن قزوين إلى أبهر اثنا عشر فرسخا ومن أبهر إلى زنجان
خمسة عشر فرسخا . (معجم البلدان 3/116)
(25) بغداد: أم الدنيا وسيدة البلاد ؛ قال
الأنباري: أصل بغداد للأعاجم , والعرب تختلف في لفظها إذ لم يكن أصلها من كلامهم
ولا اشتقاقها من لغاتهم ؛ قال بعض الأعاجم :تفسيره بستان رجل , فباغ بستان وداد
اسم رجل , وبعضهم يقول : بغ اسم للضم , فذكر أنه أهدي إلى كسرى خصيّ من المشرق فأقطعه
إياها , وكان الخصي من عباد الأصنام ببلده فقال: بغ داد أي الصنم أعطاني , وقيل :
بغ هو البستان وداد أعطى , وكأن كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا البستان فقال : بغ داد
فسميت به؛ وقال حمزة بن الحسن بغداد اسم فارسي معرب عن باغ داذويه . (معجم البلدان
1/456)
(26) البصرة:هي بالعراق, قال ابن الأنباري: البصرة
في كلام العرب الأرض الغليظة, وقال قطرب: البصرة الأرض الغليظة التي فيها حجارة
تقلع وتقطع حوافر الدواب قال ويقال بصرة للأرض الغليظة, وقال غيره البصرة حجارة
رخوة فيها بياض, وقال ابن الأعرابي البصرة حجارة صلاب, قال وإنما سميت بصرة لغلظها
وشدتها. ( معجم البلدان 1/430)
(27) الكوفة:
بالضم: المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق ويسميها قوم خد العذراء, قال أبو
بكر محمد بن القاسم: سميت الكوفة لاستدارتها أخذا من قول العرب: رأيت كوفانا
كوفانا, بضم الكاف وفتحها, للرملة المستديرة.و أما تمصيرها وأوليته فكانت في أيام
عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة التي مصرت فيها البصرة وهي سنة 17هـ وقال قوم
إنها مصرت بعد البصرة بعامين في سنة 19, وقيل سنة 18
(28) مدينة يثرب قال المنجمون : طول المدينة من جهة
المغرب ستون درجة ونصف , وعرضها عشرون درجة , وهي في الإقليم الثاني , وهي مدينة
الرسول صلى الله عليه وسلم ,أما قدرها فهي في مقدار نصف مكة , وهي في حرة سبخة
الأرض ولها نخيل كثيرة ومياه , ونخيلهم وزروعهم تسقي من الآبار عليها العبيد ,
وللمدينة سور والمسجد في نحو وسطها , وقبر النبي صلى الله عليه وسلم , في شرقي
المسجد وهو بيت مرتفع ليس بينه وبين سقف المسجد إلا فرجة وهو مسدود لا باب له وفيه
قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر وعمر والمنبر الذي كان يخطب عليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم , قدغشي بمنبر آخر والروضة أمام المنبر بينه وبين القبر
ومصلى النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يصلي فيه الأعياد في غربي المدينة داخل
الباب وبقيع الغرقد خارج المدينة من شرقيها وقباء خارج المدينة على نحو ميلين إلى
ما يلي القبلة وهي شبيهة بالقرية , وأحد جبل في شمال المدينة , وهو أقرب الجبال
إليها مقدار الفرسخين .(معجم البلدان 5/82)
(29) واسط: في عدة مواضيع (والمراد هنا هي واسط
حجاج) سميت بها لأنها متوسطة بين البصرة والكوفة لأن منها إلى كل واحدة منهما
خمسين فرسخا . ( ملخصا من معجم البلدان 5/347)
(30) دمشق الشام: بكسر أوله , وفتح ثانيه , هكذا
رواه الجمهور, والكسر لغة فيه , وشين معجمة , وآخره قاف : البلدة المشهورة قصبة
الشام وهي جنة الأرض بلا خلاف لحسن عمارة ونضارة بقعة وكثرة فاكهة ونزاهة رقعة
وكثرة مياه ووجود مآرب , قيل سميت بذلك لأنهم دمشقوا في بنائها أي أسرعوا ؛ وناقة
دمشق , بفتح الدال وسكون الميم : سريعة , وناقة دمشقة اللحم : خفيفة .( معجم
البلدان 2/463)
(31) عسقلان: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم قاف وآخره
نون , وهو اسم أعجمي فيما علمت , وقد ذكر بعضهم أن العسقلان أعلى الرأس , فإن كانت
عربية فمعناه أنها في أعلى الشام: وهي مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل
البحرين غزة وبيت جبرين ويقال لها عروس الشام وكذلك يقال الدمشق أيضا. ( معجم البلدان 4/122)
(32) حمص : بالكسر فسكون , ثم الصاد مهملة : بلد
مشهور قديم كبير مسور, وفي طرفه القبلي قلعة حصينة على تلّ عال كبيرة , وهي بين
دمشق وحلب في نصف الطريق , يذكر ويؤنث , بناه رجل يقال له حمص بن المهر بن جان بن
مكنف , وقيل حمص بن مكنف العمليقي ؛ وقال أهل الإشتقاق : حمص الجرح يحمُص حُمُوصا
وانحمص ينحمص انحماصا إذا ذهب ورمه . قال أهل السير : حمص , بناها اليونانيون
وزيتون فلسطين من غرسهم .
(33) البخاري بشرح الكرماني 1/12
(34) سيرة البخاري من مؤلفات محمد عبد السلام
المبارك فوري صـ53,54
(35) هدي الساري صـ670, 671.
(36) الإمام البخاري إمام الحفاظ والمحدثين تقي
الدين الندوي المظاهري صـ43
(37) هدي الساري مقدمة فتح الباري صـ686, 687
(38) مقدمة الفتح صـ679
(39) البخاري بشرح الكرماني 1/11
(40) مقدمة الفتح صـ679
(41) مقدمة الفتح صـ681
(42) مقدمة الفتح صـ 679,680
(43) الإمام البخاري للدكتور تقي الدين الندوي
المظاهري صـ45
(44) الإمام البخاري للدكتور تقي الدين الندوي
المظاهري صـ 47.48
(45) هدي الساري صـ 681
(46) خرنتك : بفتح المعجمة وإسكان الراء وفتح
الفوقانية وسكون النون وهي قرية على فرسخين من سمرقند
(47) الإمام البخاري للدكتور تقي الدين الندوي
المظاهري صـ76
(48) هو أحمد بن محمد أبي
بكر بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن حسين علي القسطلاني الأصل المصري , الشافعي ,
ويعرف بالقسطلاني ( شهاب الدين , أبو العباس ) محدّث , مؤرخ , فقيه , ومقرئ . ولد
بمصر في ذي القعدة سنة 851 هـ الموافق 1448 م ونشأ بها, وقدم مكة ,
وتوفّي بالقاهرة في المحرم سنة923 هـ الموافق 1517 م .معجم المؤلفين
2/85 .
(49) مقدمة إرشاد الساري
للقسطلاني
(50) الإمام البخاري
للدكتور تقي الدين الندوي صـ77
(51) مقدمة الفتح صـ 688
(52) البخاري بشرح
الكرماني 1/16
(53) عمدة القاري شرح صحيح البخاري 1/24
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق