الإمام
البخاري ومكانته في اللغة العربية
(1)المقـدّمـة!
الحمد
لله الّذي خلق فسوّى,وصوّر وهدى,وعلّم وأعطى,وشرع الدين وأوصى, ووفّق لما يحبّ
ويرضى,وصلّى الله على رسول الهدى,والنبيّ المقتدى,أحمد المجتبى , محمد
المصطفى,وعلى آله وصحبه ومن اقتفى, وسلّم تسليماً كثيراً,وأخلص القول بأن لاإله
إلاّالله,شهادةالموحّدالمستبصرغير المتوقِّف المتحيّر,وأشهد أنّ محمداًعبده الأمين
على وحيه,ورسوله الصادع بأمره ونهيه,المؤيد بجوامع الكلم, المبيِّن للناس ما نزل
إليهم بلسان عربيّ مبين,فيه واضح يعرفه السامعون,وغامض لايعقله إلاّ العالمون,
لتكون آثارالحكمة فيها قائمة,ودلائل الاعتبار عليهاشاهدة,وليرفع الله الّذين آمنوا
منكم والذين أوتوا العلم درجات.وبعد:
فلقد
عرفت اللغة العربية كإحدى اللغات البشرية المتطورة التي تضرب في عمق التاريخ
بأصالتها وقوتها واستيعابها وسهولتها, عرفت قبل ظهور الإسلام بوقت بعيد رمزاً لأمّةٍ
وعنواناً لأرض, تميزت بكثرة مفرداتها وعمق معانيها, وسعة مدلولها, وسهولة تناولها,
واشتهرت بتراث أدبي رفيع تمثل في الشعر والحظابة والأمثال وعرف أهلها بالفصاحة
والبلاغة والقدرة على الابداع.
وقد بلغت أوج قوتها,وأصالتها,وفصاحتها
قبيل بعثةرسول الله صلّى الله عليه وسلّم, وكأنها بهذا تستعد لاستقبال هذه الرسالة العظيمة لتشرف
بنزول القرآن الكريم بحروفها, وكلماتها,وصوتها,قال الله عزوجل: ( الر تلك آيات
الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون (ا) وقال تعالى: وإنه
لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي
مبين (ب) فتخلد بخلوده وتأبّد بتأبّده
قال سبحانه:إنانحن نزلناالذكر وإنا له لحافظون (ج) وتقوّى بقوّته,وتنشر بانتشاره, وتتّسع
دائرتها باتّساعه, وقد تحقق لها ذلك عندما انطلق صوتها بالدين الخالد, ونهضت الأمة
الاسلامية بزعامة العالم,واستلمت زمام الحضارة, والقيادة, فاستوعبت جميع علوم
الأرض,وفنونها,وأثرت بعقول مفكريها الساحة العلمية, والأدبية,فصارت بذلك اللغة
العالمية الوحيدة التي صمدت منذ عرفت كلغة تخاطب, وأدب, ودين إلى يومنا هذا لم
تتغير حروفها, ولا كلماتها, ولا معانيها, ولا أصولها, فما قيل قبل الإسلام, أوفي
الإسلام, يقرأه اليوم الصغير, والكبير في يومنا هذا بيسر, وسهولة, دون أيّ صعوبة
هذا الشيء لم يتحقق لأيّة لغة في الدنيا سواها,فهي لغة غضة طريةحية متجددة,استوعبت
فنون الآداب,ومجمل العلوم,وماكان لهاأن تثبت وتصمد, وتستمرلولاارتباطهاالوثيق بالإسلام,ودستوره
القرآن الكريم, والحـديث الشريف .
فصارت رفعتها من
رفعته, وقوتها من قوته, وسمتها من سمته, وبهذا صار لزاماً على الممسلمين عامةً
والعرب خاصةً الحفاظ عليها,وحمايتها على هذه اللغة الكريمة, والاهتمام بها,وخدمتهالأن
في خدمتهاخدمة القرآن الكريم,والدين الحنيف,والشريعة الاسلامية, وخدمة للإسلام
والمسلمين.
ورسول البشرية محمدصلّى الله
عليه وسلّم,
وهو أفصح من نطق لساناً,وأبلغ العالمين بياناً,وكان أوتي جوامع الكلم,والأمثال
الموجزة,والألفاظ الصائبة,والمعاني المؤثرة, وكان لا ينطق إلا بالكلام الإلهي يسمّى
الحديث الشريف.
وكان
أوّل من فهم عنه,هم صحابة رسول البشرية محمدصلّى الله عليه وسلّم,وهم في القرون
الأولى,وبعدهم تلامذة الصحابة التابعين,ثمّ تبع التابعين ,وجاء بعدهم عصر أئمّة
الفقهاء ,والمحدثين ,وكان أوّل دوّن الحديث الصحيح هو الإمام محمد بن إسماعيل
البخاري,وهو مع أنه كتاب للحديث النبوي لكنه مملوء بالحكم, والمواعظ الحسنة,
وجوامع الكلم, والأمثال العربية, والألفاظ الغريبة,والإمام محمدبن
إسماعيل إمام اللغة العربية,كماهوإمام المحدّثين في الحديث الشريف,فيذكر الألفاظ
الغريبة ثمّ يذكر معناها ,واشتقاقها ,وتصريفها ,وينقل المعنى الراجح من
الصحابة,والتابعين وأئمة اللغات,والمحققين,فجزاه الله عزّوجلّ أحسن الجزاء, فعزمت أن أرفع القلم لتحقيق هذه الغاية الكريمة
في ذكر نماذج من جهود الإمام في هذا الجانب مع أن ضعف قصدي,وقصر باعي, وقلة بضاعتي
تمنعني عن الانتصاب في هذا المقام,وتعوق عن انجاز ذاك المرام.
(2)منهجي في البحث!
هذا الموضوع لابدّ من منهج مسبوق,
لكي يسهّل الأمر على القارئ المعلّم, أو المتعلّم,أو الأديب أو الباحث,أو
المحقق,أو الأستاذ,أوالعالم من العرب,أومن العجم,فيتبيّن منهجي في هذا
الموضوع بالأمور التالية:
1ـ
أبدأالكتابةبمقدمةالموضوع ومنهجه . 2 ـ ثم أكتب ترجمةالإمام أبي
عبدالله محمّدبن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري من ذكر اسمه,ونسبه,وكنيته
وأذكر بداية الرحلة العلمية. ووفاته و تدفينه .
3ـ
ثمّ آخذ نماذج من أقوال الإمام البخاري التي وردت في الجامع الصحيح وأذكرمعنى
اللفظ,والمعنى الراجح الّذي أخذه الإمام من أساتذته في صحيحه, وأقارن بالكتب
اللغوية الأساسية, والشروحات المشهورة
المسلّمة لصحيح البخاري, والكتب الأساسية التي تشرح المعاني للألفاظ المفردة.4 ـ
وأيضاً أذكر اشتقاق اللفظ,ومعانيه من مقاييس اللغة لابن فارس إن أمكن, و الصحاح
للجوهري , والقاموس المحيط لفيروز آبادي ,وقدأكتفي بواحدة.5 ـ وأيضاً أذكر تخريج
اللفظ من كتاب صحيح البخاري ,من أبوابه وكتبه,مع ذكر ترقيم الحديث الّذي وضعه محمد
فؤاد عبد الباقي طبع دار السلام بالرياض.6 ـ وأحشّي أيضاً الموضوع من شروحات
البخاري,مع ذكر رقم الصفحات , ورقم المجلّدات,وأجزاءها.
7 ـ وزيّينت الموضوع بالأقوال اللطيفة ,والأمثال
المشهورة,والقواعد المسلّمة.
8
ـ وذكرت استنباط المسائل والأحكام من
ألفاظ حيثما استنبط الإمام البخاري في تراجم أبواب الجامع الصحيح.9 ـ واهتممت
بقواعد اللغة العربية والإملائية, وعلامات ترقيمها.10ـ وذكرت الترجمة للأعلام من
المؤلفين والمحقققين للكتب الأساسية . وذكرت البلدان كما ذكرها البخاري.و أخيراً
فهرس المصادر والمراجع.
(3) ترجمة الإمام أبي عبد الله محمّد بن
إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري!
اسمه
ونسبه وكنيته:
قال
الذهبي (1) : محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن
المغيرة بن بردَزبة , وقيل:بذدُزبه,وهي لفظة
بخارية ,معناها الزراع.أسلم المغيرة على يدي اليمان الجعفي والي بخارى ,وكان
مجوسيّاً, وطلب اسمعيل بن ابراهيم العلم. وولد أبو عبد الله في شوال سنة أربع
وتسعين ومائة, قاله أبو جعفر محمد بن أبي حاتم البخاري,وراق أبي عبد الله في كتاب
"شمائل البخاري".(2) وقال
العيني: (3) هو أبو عبد الله محمد بن ( أبي الحسن )
إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة(4) الجعفي ,أسلم على يدي الجعفي والي بخارى(5) , فنسب إليه نسبة ولاء عملاً
بمذهب من يرى أن من أسلم على يده شخص كان ولاؤه له,فمن ثمّ قيل في نسبه الجعفي.
وأمّا جده ابراهيم فلم نقف على شيء من
أخباره, وأمّا إسماعيل بن إبراهيم والد البخاري,فإنّه سمع من حمادبن زيد,والإمام
مالك,وروى عنه العراقيون, وذكر ولده في "التاريخ الكبير" فقال:إسماعيل
بن إبراهيم بن المغيرة سمع من مالك, و حماد بن زيد,وصافح ابن المبارك ذكره كذلك
ابن حبان في " كتاب الثقات " في الطبقة الرابعة من ثقاته(6) ,فقال عند وفاته:إنّه لا يعلم في ماله
حراماً,ولاشبهة. ومات إسماعيل ومحمد صغير, فنشأ في حجر أمّه (7) .
البلاد
التي رحل إليها لطلب العلم:
قال
الذهبي وغيره: قال:كان أوّل سماعة سنة خمس ومائتين,ورحل سنة عشر ومائتين بعد أن
سمع الكثير ببلده من سادة وقته,ففي سنة عشر ومائتين خرج إلى البيت الله الحرام
حاجًّا هو,وأمّه,وأخوه أحمد, وكان أسنّ منه,وقد رجع أخوه إلى بخارى,أمّا هو فقد
آثر القيام بمكة,وكانت مكة من أهمّ المراكز العلمية في الحجاز,وقد وجد طلبته,وما
يشبع فهمه للعلم,والمعرفة,وكان يذهب إلى المدينة حيناً بعد حين. وفي الحرمين
الشريفين ألّف بعض مؤلفاته,ووضع أساس الجامع الصحيح,وتراجمه.
غرّب
البخاري في باب الارتحال لطلب الحديث بسهم راجع, وقلّ قطر من أقطار الإسلام إلاّ
وله إليه رحلة. قال البخاري: دخلت إلى الشام ومصر والجزيرة مرتين وإلى البصرة أربع
مرات,وأقمت بالحجاز ستة أعوام ولا أحصي كم دخلت إلى الكوفة,وبغداد مع المحدثين.
قال الخطيب: رحل البخاري إلى محدثي الأمصار,وكتب بخراسان,والجبال,ومدن العراق
كلها,والحجاز,والشام,ومصر, وورد ببغداد دفعات. قال الحافظ: ارتحل بعد أن رجع من
مكة إلى سائر مشايخ الحديث في البلدان ما أمكنته الرحلة إليها. (8)
وذكر الذهبي أيضاً:
فيهابلخ,ونيسابور,والري,وبغداد,وبصرة,والكوفة,والمدينة, وواسط ,
ودمشق,وعسقلان,وحمص,وغيرهاولقدذكر الحاكم أبو عبد الله هذه البلاد المذكورة التي
رحل إليها الإمام البخاري,وقال:فقد رحل البخاري إلى هذه البلاد في طلب العلم ,
وأقام في كلّ ذلك على مشايخها.(9)
وقال
الكرماني:في كتابه البخاري بشرح الكرماني أنه دخل بغداد مرات, وانقاد أهلها في
الحديث بلا منازعة,ولهم معه حكاية في امتحانهم له بقلب الأسانيد, والمتون, فصح
كلها في ساعة (10) .
وفاته وتدفينه:
لما
خرج الإمام البخاري من بخارى كتب إليه أهل السمرقند يخطبوه إلى بلدهم, فسار إليهم
فلما كان بقرية خرتنك(11) بلغه
أنه قد وقع بينهم بسببه فتنة , فقوم يريدون دخوله,وقوم يكرهون , فأقام بها في أن
ينجلي الأمر , فضجر ليلة ودعا اللهم قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك ,
فمات في ذلك الشهر. (12)
وقال القسطلاني:(13)
فلما كان بخرتنك بلغ فتنة بينهم بسببه,وكان له أقرباء بها, فنزل عندهم حتى ينجلي
الأمر,فأقام أيّاماً,فمرض حتى وجّه إليه أهل سمرقند رسولاً يلتمسون خروجه
إليهم,فأجاب,وتهيّأ للركوب,ولبس خفيه,وتعمّم,فلمّا مشى قدر عشرين خطوة,أو نحوها
إلى الدابّة ليركبها,قال:أرسلوني,فقد ضعفت,فأرسلوه,فدعا بدعوات,ثم اضطجع,فقضى,فسال
عرق كثير لا يوصف,وما سكن منه العرق حتى أدرج أكفانه. (14)
وتوفّي
رحمه الله ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر,ودفن يوم الفطربعد صلاة
الظهر,سنة ستّ وخمسين ومائتين, وعاش اثنين وستين سنة إلا ثلاثةعشر يوماً. (15)
قال
الحافظ : قال وراقه : سمعت غالب بن جبريل,وهو الذي نزل عليه البخاري, فلمّاوضعناه
في مقبرته,فاح من تراب قبره رائحة طيبة
كالمسك,ودامت أيّاماً,وجعل الناس يختلفون إلى القبر أيّاماً يأخذون من ترابه إلى
أن جعلنا عليه خشباً مشبّكاً. (16)
وقال
الكرماني: لما دفن فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من المسك,وظهر سوار بيض في
السماء مستطيله حذاء القبر,وكانوا يرفعون التراب منه للبركة حتى ظهرت الحفرة
للناس,ولم يكن يقدر على حفظ القبر بالحراس,فنصب على القبر خشب مشبكات,فكانوا
يأخذون ما حواليه من التراب,والحصيات,ودام ريح الطيب أيّاماً كثيرةً حتى تواتر عند
جميع أهل تلك البلاد. (17)
ولقد ذكر حياته كله في الرباعي:
كان
البخاري حافظاً ومحدّثاً
|
جمع
الصحيح مُكملُ التحرير
|
ميلاده
صدقٍ ومدة عمره
|
فيها
حميدٌ وانقضاءٌ في نور
|
وقال القائل:
مضت
الدهور وما أتين بمثله
|
ولقد
أتى فعجزن عن نظرائه
|
نماذج من مكانة الإمام البخاري في اللغة
العربية!
كان أبو عبد الله البخاري اماماً جامعاً عالماً
بالحديث , والرجال, والفقه ,واللغة وغيرها من العلوم ,وقد رويت عنه أقوال في اللغة
,وتفسير الغريب من الكلمات ما يدلّ على مكانته ,وبراعته في هذا الشأن ,وفيما يلي
نذكر نماذج من أقواله في اللغة, وهي منشورة في كتابه الجامع الصحيح وغيره.
[1]
(صبأ):قال أبو عبد الله البخاري :صبأ: خرج من دين إلى غيره.(18) قال ابن فارس(19): الصاد والباء والحرف المعتلّ ثلاثةُ
أصولٍ صحيحة: الأول يدلُّ على صغر السّنّ، والثاني ريحٌ من الرياح، والثالث :الإِمالة.فالأوّل
واحد الصِّبْيةَ والصِّبيان. ورأيته في صباه، أي صغره. والمصْبي: الكثير
الصِّبيان. والصَّباء، ممدود الصِّبا، ويمدُّ مع الفتح.أنشد أبوعمرو:*أصبحتُ لا
يَحمِلُ بعضي بعضَا:كأنما كانَ صَبَائي قَرْضَا*
ومن
الباب: صبا إلى الشّيء يصبُو؛ إذا مال قلبُهُ إليه. والاشتقاق واحد، والاسم
الصَّبْوة. وقال العجَّاج في الصِّبا:* وإنما يأتي الصِّبا الصَّبيُّ *والثاني:
ريح الصَّبَا، وهيَ التي تستقبل القبلة.يقال صبَتْ تصبُو.الثالث:قول العرب:
صَابيْتُ الرُّمح.فأمَّا المهموز فهو يدلُّ على خروجٍ وبروز. يقال صبأٍ من دينٍ
إلى دين، أي خرج. وهو قولهم: صبأنابُ البعير،إذاطلعَ.والخارجُ من دينٍ إلى دين
صابئٍ،والجمع صابئون وصُبَّاءٌ. (20)
[2]
(رهبة):قال أبو عبد الله البخاري :استرهبوهم من الرهبة ملكوت ملك ,مثل
رهبوت خير من رحموت ,يقال ترهب خير من أن ترحم.(21)
قال ابن فارس: الراء والهاء والباء أصلان: أحدهما
يدلُّ على خوفٍ، والآخَر على دِقّة وخِفَّة.
فالأوَّل
الرَّهْبة: تقول رهِبْت الشيءَ رُهْباً ورَهَباً ورَهْبَة. والترهُّب: التعبُّد.
ومن الباب الإِرهاب، وهو قَدْع الإِبل من الحوض وذِيادُها.والأصل الآخر: الرَّهْب:
الناقة المهزولة. والرِّهاب: الرِّقاق من النِّصال؛ واحدها رَهْبٌ. والرَّهاب:
عظمٌ في الصَّدر مشرفٌ على البَطن مثلُ اللِّسان.(22)
قال
ابن الأثير(23): في
حديث الدعاء [ رَغبةً ورَهْبةً إليك ] الرَّهبة : الخَوفُ والفَزَع جمع بين
الرَّغْبة والرَّهبة ثم أعْمل الرَّغبَة وحْدها . وقد تقدّم في الرَّغْبَة ,وفيه [
لا رَهْباَنَّيةَ في الإسلام ] هي من رهْبَنَة النصارى . وأصلُها من الرَّهْبة :
الخَوفِ كانوا يترَهَّبون بالتَّخلّى من أشْغال الدُّنْيا وتَرْكِ مَلاَذِّها
والزُّهْد فيها والعُزْلة عن أهْلها وتعمُّد مشاقِّها حتى إنّ منهم من كان يَخْصى
نفسَه ويضعُ السِّلْسِلة في عُنُقه وغير ذلك من أنواعِ التَّعذيب فنفاَها النبي
صلى اللّه عليه وسلم عن الإسلام ونهَى المُسْلمين عنها . والرُّهبان : جمع رَاهب
وقد يقَع على الواحِد ويُجمع على رَهاَبين ورَهاَبين ورَهاَبِنَة . والرهبنة
فَعْلنَة ومنه أو فَعْلَلَة على تقدير أصْليَّة النون وزيادتها . والرَّهْبانية
منسُوبَة إلى الرَّهْبَنة بزيادة الألف. (24)
[3](الصفصف):قال
أبوعبد الله البخاري:المستوي من الأرض. (25)
قال الجوهري(26) : الصَفُّ: واحدُ
الصُفوفِ.وصافُّوهُمْ في القتال. والمَصَفُّ: الموقفُ في الحرب، والجمع المَصافُّ.
والصَفُّ: أن تَحلُب الناقةَ في مِحْلبين أو ثلاثة تَصُفُّ بينها. وصُفَّةُ الدارِ
والسَرجِ: واحدة الصُفَفِ.ويقال: ناقةٌ صَفوفٌ، للتي تَصُفُّ أقداحاً من لبنها إذا
حُلِبتْ، وذلك من كثرة لبَنها؛ كما يقال قَرونٌ وشَفوعٌ. قال الراجز:
*حَلْبانَةٍ
رَكْبانَةٍ صَفوفِ::تَخْلِطُ بين وَبَرٍ وصوفِ*
ويقال:
هي التي تَصُفُّ يديها عند الحلب. والصَفيف: ما صُفَّ من اللحم على الجمر
لينشوِيَ. ومنه قول امرئ القيس:
*فَفَلَّ
طهاةُ اللحمِ ما بين مُنْضجٍ ... صفيفَ شِواءٍ أو قَديرٍ مُعَجَّلٍ*
تقول
منه:صَفَفْتُ اللحمَ صَفَّاً.وصَفَفْتُ القومَ فاصْطَفُّوا، إذا أقمتَهم في الحرب
صفَّاً. وصَلإَّتِ الإبل قوائمهافهي صافَّةٌوصَوافُّ،وكذلك صَفَفْتُ السَرجَ،جعلت
له صُفَّةً. والصفصف: المستوي من الأرض, والصفصاف:شجر الخلاف. (27)
[4]
(القنو):قال أبو عبد الله البخاري:العذق, والاثنان: قنوان ,والجماعة أيضاً
: قنوان مثل صنو وصنوان. (28) قال الراغب(29) : قنو: القنو: العذق,
وتثنيته قنوان, وجمعه قنوان، قال: (قنوان دانية) والقناة: تشبه القنو في كونهما
غصنين، وأما القناة التى يجرى فيها الماء, فإنما قيل ذلك تشبيها بالقناة في الخط
والامتداد، وقيل:أصله من قنيت الشئ ادخرته, لان القناةمدخرةللماء، وقيل:هو من
قولهم قاناه,أي:خالطه.قال الشاعرامرئ القيس:* كبكر المقاناة البياض بصفرة * غذاها
نمير الماء غير المحلل*
وأما القنا الذى هو الاحديداب في الانف, فتشبيه
في الهيئة بالقنا, يقال: رجل أقنى, وامرأة قنواء.
(30)
[5](الكديد):قال أبوعبد الله
البخاري:الكديدماء بين عسفان وقديد. (31)
وقال الإمام الحموي(32): الكديد فيه روايتان رفع أوله وكسر
ثانيه وياء وآخره دال أخرى, وهو التراب الدقاق المركل بالقوائم,وقيل:الكديدماغلظ
من الأرض,وقال أبو عبيدة: الكديد من الأرض خلق الأودية, أو أوسع منها, ويقال فيه
الكديد: تصغيره تصغير الترخيم,وهو موضع بالحجاز. ويوم الكديد:من أيام العرب,وهو
موضع على اثنين وأربعين ميلاًمن مكة, وقال ابن إسحاق:سار النبي صلى الله عليه و
سلم إلى مكة في رمضان فصام وصام أصحابه حتى إذاكان بالكديدبين عسفان وأمج
أفطر,والكديدة: من مياه أبي بكر بن كلاب,عن أبي زياد ماءة قديمة عادية جاهلية. (33) قال الحافظ(34): الكديد:بفتح الكاف,هوماء
بين عسفان وقديد على اثنين وأربعين ميلاً من مكة. (35)
[6] (موقوتاً):قال أبو عبد الله البخاري:
موقّتاً وقّته عليهم.(36) قال القرطبي(37): (ان الصلاة كانت على
المؤمنين كتاباً موقوتاً) أي مؤقّتة مفروضة.وقال زيد ابن أسلم: (موقوتاً) منجّماً،
أي تؤدّونها في أنجمها، والمعنى عند أهل اللغة: مفروض لوقت بعينه، يقال: وقّته فهو
موقوت.ووقّته فهو مؤقّت.وهذا قول زيد بن أسلم بعينه. وقال: (كتاباً) والمصدر مذكر،
فلهذا قال: (موقوتاً). (38)
[7]
(ليقترفوا):قال أبو عبد الله البخاري:ليكتسبوا. (39) قال ابن فارس: القاف والراء والفاء
أصلٌ صحيح يدلُّ على مخالطةِ الشيءوالالتباس به وادِّراعِه. وأصل ذلك القَرْف، وهو
كلُّ قَشْر. ومنه قِرْفُ الخُبْز، وسمِّي قِرفاً وقَرْفاً لأنه لباسُ ما عليه.
ومن
الباب القَرْف: شيءٌ يُعمَل من جلودٍ يعمل فيه الخَلْع. والخلْع: أن يُؤخذ اللحمُ
فيُطبخَ ويجعلَ فيه توابل، ثم يُفرَغ في هذا الخَلْع. قال الشاعر معقر بن حمار
اليارفي:
وذُبْيانيَّةٍ وَصَّتْ بَنِيها:بأنْ كَذَب القراطفُ
والقُروف.
ومن
الباب: اقترفْتُ الشيء: اكتسبتُه، وكأنه لابَسَه وادَّرَعه. وكذلك قولهم: فلانٌ
يُقرَف بكذا، أي يُرمَى به. ويقال للَّذِي يُتَّهم بالأمر: القِرْفةُ، يقول
الرّجلُ إذا ضاع له شيءٌ: فلانٌ قِرْفَتي، أي الذي أتَّهِمُه، كأنَّه قد ألبسه
الظِّنَّة. و بنو فلانٍ قِرْفَتِي، أي الذي عندهم أظنُّ طَلِبَتي وبُغيتي.
ويقولون: سَلْ بني فلانٍ عن ناقتك فإنَّهم قِرْفةٌ، أي تجدُ خَبَرها عنْدهم.
وقياسُه ما قد ذكرناه. والفَرسُ المُقْرِف: المُدانِي الهُجْنة. يقولون: إن
الْمُقرِف:الذي أبوهُ هجينٌ وأمُّه عربيّة. قال الشاعر حميدة بنت النعمان بن بشير:
فان
نتجت مهراً كريماً فبالحرى: وإن يكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحلِ. (40)
وقال
الفيومي: قَرَفْتُ الشَّيْءَ
قَرْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَشَرْتُهُ وَقَارَفْتُهُ مُقَارَفَةً وَقِرَافًا مِنْ
بَابِ قَاتَلَ قَارَبْتُهُ وَاقْتِرَافُ الذَّنْبِ فِعْلُهُ وَقَرَفَ لِأَهْلِهِ
مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا اكْتَسَبَ وَاقْتَرَفَ اقْتِرَافًا أَيْضًا قَالَ أَبُو
زَيْدٍ وَهُوَ مَا اسْتَفَدْتَ مِنْ مَالٍ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ .(41)
[8] (السامر):قال أبوعبدالله البخاري:من السمر,والجمع
:السمّار والسامر هاهنا في موضع الجمع,وأصل السمر ضوء لون القمروكانوا يتحدّثون
فيه.(42) قال ابن فارس:
السين
والميم والراءأصلٌ واحدٌيدلُّ على خلاف البياض في اللون.من ذلك السُّمْرةمن
الألوان,وأصله قولهم:"لا آتيك السَّمَر والقَمَر"، فالقَمر: القمر.
والسَّمَر: سواد الليل، ومن ذلك سمِّيت السُّمْرَة.فأمّاالسَّامرفالقوم يَسْمُرُون.
والسامر: المكان الذي يجتمعون فيه للسَّمَر. قال:* وسامِرٍ طالَ لهم فيه السَّمَرْ
* (43) وقال الحافظ:هم المحدّثين بعد العشاء
,وأصل السمر مشتق من لون القمر لأنهم كانوا يتحدّثون فيه.(44)
[9]
(جنفاً):قال أبو عبد الله البخاري:"جنفاً": ميلاً و"متجانف":
متمايل.(45) قال ابن فارس:
الجيم
والنون والفاء أصلٌ واحد وهو المَيْل. يقال جَنِفَ* إذا عَدَل وجار. قال الله
تعالى جَلَّ ثناؤه: { فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفَاً } [البقرة 182]. ورجلٌ
أجْنَفُ إذا كان في خَلْقهِ مَيَلٌ، ويقال لا يكون ذلك إلاّ في الطُّول والانحناء.
ويقال تجانَفَ عن كذا، إذا مال. قال:
تَجَانَفُ عَنْ جُلِّ اليَمَامَةِ
ناقتي: ومَا عَدَلتَ عن أهلها لسوائكا.(46)
[10](أغروا
بي):قال أبوعبد الله البخاري:هيّجوا بي,قال تعالى فأغرينا بينهم العداوة
والبغضاء.(47) قال القرطبي: قوله
تعالى: (فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء) أي هيجنا.
وقيل:
ألصقنا بهم، مأخوذ من الغراء وهو ما يلصق الشئ بالشئ كالصمغ وشبهه.
يقال:
غري بالشئ يغرى غرا " بفتح الغين " مقصورا وغراء " بكسر الغين
" ممدودا إذا أولع به كأنه التصق به.وحكى الرماني: الاغراء تسليط بعضهم على
بعض.وقيل: الاغراء التحريش، وأصله اللصوق، يقال: غريت بالرجل غرا - مقصور وممدود
مفتوح الاول - إذ لصقت به.وقال كثير:
إذا قيل مهلا قالت العين بالبكا * غراء ومدتها حوافل نهل
وأغريت
زيدا بكذا حتى غري به، ومنه الغراء الذي يغري به للصوقه، فالاغراء بالشئ الالصاق
به من جهة التسليط عليه.وأغريت الكلب أي أولعته بالصيد.(48)
[11]
(معرّة):قال أبو عبد الله :العرّ: الجرب.(49)
قال الجوهري: : العَرّ، بالفتح: الجَرَب. تقول منه:
عَرَّتِ الإبل تَعِرُّ، فهي عَارَّةٌ. وحكى أبو عبيد: جمل أَعَرُّ وعَارٌّ، أي
جَرِبٌ. والعُرُّ بالضم: قروح مثل القوباء تخرج بالإبل متفرِّقة في مشافرها
وقوائمها يسيل منها مثل الماء الأصفر. فتكوى الصحاح لئلا تُعديها المِراض. تقول
منه: عرَّتِ الإبل، فهي مَعرورَةٌ. قال النابغة:
فحَّملتَني ذنبَ امرئٍ وتركتَه ...
كذي العُرِّ يُكوى غيرُه وهو راتعُ
ويقال:
به عُرَّةٌ، وهو ما اعْتَراه من الجنون. قال امرؤ القيس:
ويَخْضِدُ في الآريِّ حتَّى كأنما
... به عُرَّاةٌ أو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ
والعُرَّةُ
أيضاً: البَعر والسِرْجينُ وسَلح الطَيْر. تقول: منه أعَرَّتِ الدار. وعَرَّ
الطَيْرُ يَعُرُّ عَرَّةً: سلح. وفلان عُرَّةٌ وعَارورٌ وعَارورةٌ، أي قَذِر. وهو
يّعُرُّ قومه، أي يدخل عليهم مكروهاً يلطخهم به. والمَعَرَّةُ: الإثم. ويقال:
اسْتَعَرَّهُمُ الجربُ، أي فشا فيهم. والعَرارُ: بهار البرّ، وهو نبت طيِّب الريح،
الواحدة عَرارَةٌ. قال الشاعر:
تمتَّعْ من شميمِ عرار نجدٍ
... فما بعدَ العشيَّة من عَرارِ
والعَرارَةُ
بالفتح: سوء الخُلق. ويقال: هو في عَرارَةِ خيرٍ، أي في أصل خير. وقال الأصمعيُّ:
العَرارَةُ: الشدَّة. وأنشد للأخطل:
إن العَرارَةَ والنُبوحَ لدارمٍ
... والعزُّ عند تكامُل الأحْسابِ
وعارَّ
الظليم يُعارُّ عِراراً، وهو صوته. وبعضهم يقول: عرَّ الظليم يَعِرُّ عِراراً.
وتَعارَّ الرجل من الليل: إذا هبَّ من نومه مع صوت. وعَرَّ أرضه يَعُرُّها، أي
سمَّدها. والتَعْريرُ مثله. ونخلةٌ مِعْرارٌ، أي مِحْشافٌ.
الفراء:
عَرَرْتُ بك حاجتي، أي أنزلتُها. وعَرَّهُ بِشَرٍّ، أي لَطَخه به، فهو مَعْرورٌ.
وعَرَّهُ، أي ساءه. قال العجّاج: ما آيبٌ
سَرَّك إلا سَرَّني:نُصْحاً ولا عَرَّكَ إلا عَرَّني
والعَريرُ
في الحديث: الغريب. وبعيثر أعَرُّ بيِّن العَرَرِ: الذي لا سنام له. تقول منه:
أعَرَّ الله البعير. والمُعْتَرُّ: الذي يتعرَّض للمَسْألة ولا يَسأل.(50)
[12](الفطور):قال
أبو عبد الله :الشقوق,انفطرت :انشقت.(51)
قال الفيروز آبادي: الفَطْرُ:الشَّقُّ,وجمعه
فُطُورٌ، وبالضم وبضمتين ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ قَتَّالٌ،وشيءٌمن فَضْلِ اللَّبَنِ
يُحْلَبُ ساعَتَئِذٍ،وبالكسرالعِنَبُ إذابَدَتْ رُؤُوسُهُ،ويضمُّ. وفَطَرَهُ
يَفْطِرُهُ ويَفْطُرُهُ: شَقَّهُ,فانْفَطَرَ وتَفَطَّرَ، الناقَةَ حَلَبَها
بالسَّبَّابَةِ والإِبْهامِ، أو بأطْرافِ أصابِعِهِ، العَجينَ اخْتَبَزَهُ من
ساعتِهِ، ولم يُخَمِّرْهُ، الجِلْدَ لم يُرْوِهِ من الدِّباغِ،كأَفْطَرَهُ،ونابُ
البعيرِ فَطْراً وفُطُوراً: طَلَعَ، اللّهُ الخَلْقَ: خَلَقَهُم، وبَرَأهُم،
الأمرَ: ابْتَدَأهُ، وأنْشَأه، والصائِمُ: أكَلَ وشَربَ، كأَفْطَرَ. وفَطَرْتُهُ
وفَطَّرْتُه وأفْطَرْتُه، ورجلٌ فِطْرٌ، بالكسرِ، للواحدِ والجميعِ، ومُفْطِرٌ من
مَفاطيرَ. وكصَبُورٍ: ما يُفْطَرُ عليه، كالفَطُورِيِّ. وسَيْفٌ فُطارٌ، كغُرابٍ:
فيه تَشَقُّقٌ، ولا يَقْطَعُ. والفُطاريُّ، بالضم: الرجلُ لا خَيْرَ فيه ولا
شَرَّ. والأَفاطيرُ: جمعُ أفْطُورٍ، بالضم، وهو تَشَقُّقٌ في أنفِ الشابِّ
ووجْهِهِ. والتَّفاطيرُ: جمعُ نُفْطُورَةٍ، بالنون، وهي الكلأُ المُتَفَرِّقُ، أو
هي أوَّلُ نَباتِ الوَسْمِيِّ. وأفْطَرَ الصائمُ: حانَ له أن يُفْطِرَ، ودَخَلَ في
وقْتِهِ. وذَبَحْنا فَطيرَةً وفُطُورَةً: شاةً يومَ الفِطْرِ. وقولُ عُمَرَ، رضي
الله عنه، وقد سُئِلَ عن المَذْي: هو الفَطْرُ، قيلَ: شَبَّهَ المَذْي في
قِلَّتِهِ بما يُحْتَلَبُ بالفَطْرِ، أو شَبَّهَ طُلوعَهُ من الإِحْليلِ بِطُلوعِ
النابِ، ورَواهُ النَّضْرُ بالضم، وأصلُهُ ما يَظْهَرُ من اللَّبَنِ على إحليلِ
الضَّرْعِ.(52)
[13](نشأ):قال
أبو عبد الله:قام بالحبشية.(53)قال القاضي عياض:قوله:أنشأ يحدّثنا,و نشأت
سحابة,وأنشأرجل من المسجد,ونشأت بحريةكلّه ابتدأ.يقال:نشأت السحابة إذا ابتدأت في
الارتفاع,وأنشأت بدأت بالمطر ,وضبطنا في بحرية وجهين: الرفع على الفاعل,والنصب على
الحال,وأنكربعض أهل اللغة :أنشأت السحابة,وقال إنّمايقال: نشأت,ولم يختلف النقل في
هذاالحديث,وقدصححه أهل اللسان.وقوله:قلّ عربيٌّ نشأ
بها,أي:كبروشبّ,ونشأالصبي,أي:نبت وشبّ.قال الله تعالى:"أومن ينشّأفي الحلية
" "والذي أنشأهاأوّل مرةٍ",أي ابتدأخلقها,ومنه "في الجنّةينشئ
الله لهاخلقاً يسكنهم إيّاها",أي:يبتدئ خلقهم,وفي تفسير ناشئة الليل, قال ابن
عباس:نشأ:قام بالحبشية. وقال الأزهري:ناشئة
الليل:قيامه,مصدرجاءفاعلةكالعاقبة,وقيل:ساعته, وقيل: كلّما حدث
بالليل,وبدافهوناشئة,وقال نفطويه:كلّ ساعة قامهاقائم من الليل فهي ناشئة, وفي الحج
"فمن حيث أنشأ,,أي:ابتدأ أمره,وتهيّأ له الاهلال.(54)
[14]
(الفلك):قال أبو عبد الله :السفن الواحد والجمع سواء:وقال مجاهد:تمخر السفن
الريح ولاتمخرالريح شيئاًمن السفن إلاّ الفلك العظام .(55) قال ابن فارس:
(فلك)
الفاء واللام والكاف أصلٌ صحيح يدلُّ على استدارةٍ في شيء. من ذلك فَلْْكة المِغزل
بفتح الفاء، سمِّيت لاستدارتها؛ولذلك قيل: فَلَّك ثَدْيُ المرأة، إذا استدار. ومن
هذا القياس فَلَك السماء. وفلكْتُ الجَدْيَ بقضيبٍ أو هُلْبٍ: أدرتُه على لسانه
لئلاّ يرتضع. والفَلَك: قِطَعٌ من الأرض مستديرةٌ مرتفِعة عمَّا حولها. ويقال إنَّ
فَلْكة اللِّسان: ما صَلُب من أصله. وأمَّا السفينة فتسمَّى فُلْكاً. ويقال:إنَّ
الواحد والجمعَ في هذا الاسم سواء، ولعلَّها تسمَّى فُلْكاً لأنَّها تدار في
الماء.(56) قال البيضاوي:في قوله
تعالى:"والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس",أي:ينفعهم,أو بالذي
ينفعهم, والقصد به إلى الاستدلالبالبحر وأحواله,وتخصيص "الفلك"بالذكر
لأنّه سبب الخوض فيه واىطلاع على عجائبه,ولذلك قدّمه على ذكر المطر والسحاب,لأنّ
منشأهما البحرفي غالب الأمر,وتأنيث "الفلك"لأنّه بمعنى السفينة.وقرئ
بضمتين على الأصل, أو الجمع,وضمّة الجمع غير ذمّة الوحد عند المحققين.(57)
[15]
(ضير):قال أبو عبد الله :ضير من ضار يضير ضيراً ويقال يضور ضوراً ,وضرّ يضرّ
ضرّاً.(58) قال القاضي عياض(59):قوله"لاتضارون في رؤيته" مشدّد,وأصله
تضارون من الضر, ويروي بتخفيف الراء من الضير,ومعناهما واحد,أي: لايخالف بعضكم
بعضاًفيكذبه,وينازعه فيضرّه بذلك ,يقال:ضارّه يضيره ويضوره,وقيل:معناه
لاتتضايقون,والمضارة:المضايقة,بمعنى قوله في الروايةالأخرى تضامون,وقيل لا يحجب
بعضكم بعضاً عن رؤيته ,فيضرّه بذلك,ويصح أن يكون معناه تضارّون بفتح الراء
الأولى,أي:لايضرّكم غيركم بمنازعته وجداله,أوبمضايقته,أويكون تضاررون بكسرها
أي:لاتضرّون أنتم غيركم بذلك لأنّ المجدالة إنّما تكون فيما يخفى ,والمضايقة إنما
تكون في الشيء يرى في حين واحد,وجهة مخصوصة,وقدر مقدور,والله تعالى يتعالى عن
الأقدار,والأحواز,وقيل:معناه لاتكونواأحزاباًفي النزاع في ذلك,وقيل:لاتضارون ,
أي:لايمنعكم منها مانع ,وقوله "لها ضرائر" جمع ضرة بالكسر والفتح وهن
الزوجات لرجل واحد وسميت الضرة لمضاررتها,والاسم منه الضرّ بكسر الضاد ,وحكي فيه
الضم أيضاً,وقوله: شكا ضرارته أي:عماه, والضرير:الأعمى,والضرارة عند أيضاً الزمانة
,وقال تعالى :"أولي الضرر" والضرروالضيروالضُرّ والضِرّوالضرار كلّه بمعنى
, ومنه في الحديث في قصّة الوادي "لاضير" بفتح الضاد ,وقوله
"لاضررولاضرار,قيل : هما بمعنى على التأكيد ,وقيل : الضرر:أن تضرّ صاحبك بما
ينفعك ,والضرار بما لا منفعة لك فيه وهو يضرّه,وقيل :لاضرر" لايضرّ الرجل
أخاه مبتدياً في شيء , ولاضرار:لايجازيه على ضرره به بل يعفو ,أو يسمح له ,فالضرار
من اثنين ,والضر من واحد.وقوله"فماضارّذلك فارس ولاالروم ولايضيرذلك
"يقال:ضره يضره من الضر,وضاره يضيره من الضير,ومنه قوله تعالى:"لايضرّكم
كيدهم"ولايضرّهم ولاينفعهم,ومتى قرن بالنفع لم يقل فيه إلاّ الضرّ بالضم
,وقوله"ماعلى أحد يدعى من هذه الأبواب من ضرورة"أي لايرى
مشقة,وقوله:لايضرّه أن يمسّ من طيب إن كان معه" هذه صورة تجيء في كلام العرب
ظاهرها :الاباحة,ومعناها:الحضّ والترغيب. (60)
الملاحضة: إنّ الجامع الصحيح
للبخاري مملوء بهذه الأمثال والأقوال للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ,وهذا من
بداية الكتاب مروراًكتاب التفسير وعلامات النبوة والمغازي وأحاديث الأنبياء ,وبدء
الخلق وكتاب التوحيد الى آخر الكتاب ,وهويدلّ على أنّ الإمام محمدبن إسماعيل
إمام اللغة العربية كماهوإمام المحدّثين في الحديث الشريف! وسنكتفي بهذا خشية
الطوالة والطنابة والله شاهد على ما نقول , وصلّى الله على النبي الكريم محمد آله
وصحبه أجمعين.
الحواشي وفهارس للمصادر والمراجع
(ا) سورة يوسف
آية رقم 1,2
(ب) سورة
الشعراء آية رقم 192-195
(ج) سورة
الحجر آية رقم 9
(1) وهو شمس
الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي من أسرة تركمانية الأصل ,كان
أبوه يشتغل بصنعة الذهب المدقوق , فبرع بها , وتميّز , وعرف بالذهبي ,كما طلب
العلم ,وسمع صحيح البخاري ,وكان دينّاً يقوم الليل ,ولدفي شهر ربيع الآخر سنة في
دمشق ,وعاش في أسرة علمية متدينة ,ورحل في طلب العلم مصر,وحلب وحمص ومكة ومدينة
,وتوفّي بتربة أم الصالح في شهر ذي القعدة سنة 748هـ . سير أعلام
النبلاء1/10.
(2) سير أعلام
النبلاء 8/536.
(3) محمود بن احمد بن موسى
بن حسين بن يوسف بن محمود العينتابي, الحلبي, ثم القاهري, الحنفي, المعروف بالعيني
(بدر الدين, أبو الثناء, أبو محمد ) فقيه, أصولي, مفسر, محدث, مؤرخ, لغوي, نحوي,
بياني, ناظم, عروضي, فصيح باللغتين العربية والتركية. ولد في درب كيكين في 17
رمضان, ونشأ بعينتاب, وحفظ القرآن, وتفقه على والده وغيره, ورحل إلى حلب, وأخذ عن
يوسف بن موسى الملطي وغيره, وقدم القدس وأخذ عن العلاء السيرافي, ثم صحبه معه إلى
القاهرة ولازمه, وولي حسبة القاهرة, وعزل عنها غير مرة وأعيد إليها, ثم ولي عدة
تداريس ووظائف دينية, وولي نظر الاحباس, ثم قضاء قضاة الحنفية بالديار المصرية,
وأفتى ودرس, , وتوفي بالقاهرة في 4ذي الحجة. (معجم المؤلفين لعمر رضا كحاله 12/150).
(4) بفتح الباء الموحدة,وسكون الراء المهملة,وكسر
الدال المهملة,وسكون الزاي المعجمة,وفتح الباء الموحدة بعدها هاء . هذا
هوالمشهورفي ضبطه,وبه جزم ابن ماكول,وقد جاء في ضبطه غير ذلك,وبردزبة بالفارسية
" الزرّاع " كذا يقول أهل البخاري . سير
أعلام النبلاء 8/537.
(5) بخارى من أعظم مدن ماوراء النهر بينها,وبين
سمرقند مسافة ثمانية أيام,وهي من الإقليم المعروف بتركستان الغربية,ومن مدن هذا
الإقليم سمرقند,وفرغانة,وطاشقند,وكانت تحت الحكم الروسي قبل عشر أعوام,وهي الآن
دولة مستقلة .معجم البلدان 1/353.
(6) عمدة القاري 1/22 .
(7) هدي الساري مقدمة فتح الباري صــ669.
(8) هدي الساري مقدمة فتح الباري صــ670.
(9) سير أعلام النبلاء ,8/538.
(10) البخاري بشرح الكرماني 1/12
(11) خرتنك:بفتح أوله وتسكين ثانيه وفتح التاء
المثناة من فوق ونون ساكنة وكاف قرية بينها وبين سمرقند ثلاثة فراسخ بها قبر إمام
أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري ينسب إليها أبومنصور غالب بن جبرائيل الخرتنكي
وهوالذي نزل عليه البخاري ومات في داره حكى عن البخاري حكايات.معجم البلدان 2/356.
(12) سير أعلام النبلاء 8/568.
(13) هو أحمد بن محمد أبي بكر بن عبد الملك بن أحمد
بن محمد بن حسين علي القسطلاني الأصل المصري , الشافعي , ويعرف بالقسطلاني ( شهاب
الدين , أبو العباس ) محدّث , مؤرخ , فقيه , ومقرئ . ولد بمصر في ذي القعدة سنة
851 هـ الموافق 1448 م ونشأ بها, وقدم مكة ,
وتوفّي بالقاهرة في المحرم سنة923 هـ الموافق 1517 م .معجم المؤلفين
2/85 .
(14) مقدمة إرشاد الساري للقسطلاني صـ 5
(15) سير أعلام النبلاء 8/569.
(16) مقدمة الفتح صـ 688
(17) البخاري بشرح الكرماني 1/16
(18) صحيح
البخاري صـ 74/ باب الصعيد الطيب وضوء المسلم ,كتاب التيمم/ رقم الحديث (344).
(20) مقاييس
اللغة 3/331.
(21) صحيح
البخاري صـ 1337/ باب النوم على الشق الأيمن
,كتاب الدعوات/ رقم الحديث (6315).
(22) مقاييس اللغة 2/447.
(23) وهوأبو السعادات
المبارك بن محمد الجزري ولد سنة 544هـ ونشأ بالجزيرة ,وتوفي سنة 606هـ , النهاية
1/6.
(24) النهاية في غريب الحديث والأثر, 2/255.
(25) صحيح
البخاري صـ 23/ باب فضل من علم وعلّم ,كتاب العلم/ رقم الحديث (79).
(27) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية 4/1387.
(28) صحيح
البخاري صـ 90/ باب القسمة وتعليق القنو في المسجد ,كتاب الصلاة/ رقم الباب (42).
(30) مفردات
ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني صـ 686.
(36) صحيح
البخاري صـ 109/ باب مواقيت الصلاة وفضلها,كتاب مواقيت الصلاة/ رقم الباب (1).
(40) مقاييس اللغة 5/73.
(41) المصباح المنير 2/602.
(42) صحيح
البخاري صـ 122/ باب مايكره من السمر,كتاب مواقيت الصلاة/رقم الباب (39).
(43) مقاييس اللغة لأبي حسين أحمد بن فارس بن
زكريا/3/100.
(44) هدي الساري صـ 203.
(45) صحيح
البخاري صـ 554/ بابالوصايا ,كتاب الوصايا / رقم الباب (1).
(46) مقاييس
اللغة 1/486.
(48) الجامع
لأحكام القرآن للقرطبي . 6/115.
(49) صحيح
البخاري صـ 552/ باب الشروط في الجهاد ,كتاب الشروط/ رقم الحديث (2732).
(51) صحيح
البخاري صـ222/ باب قيام النبيّ صلى الله عليه وسلم الليل,كتاب التهجد/ رقم
الباب (6).
(52) القاموس
المحيط للعلامة اللغوي مجدالدين محمد يعقوب الفيروزآبادي. صـ 587.
(53) صحيح
البخاري صـ 224/ باب قيام النبيّ الكريم بالليل من نومه,كتاب التهجد/ رقم
الباب (11).
(54) مشارق
الأنوار على صحاح الآثار للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى السبتي,2/28.
(55) صحيح
البخاري صـ 407/ باب التجارةفي البحر,كتاب البيوع / رقم الباب (10).
(56) مقاييس
اللغة لأبي حسين أحمد بن فارس بن زكريا/4/452.
(57) أنوار
التنزيل وأسرار التأويل المعروف بتفسير البيضاوي 1/116.
(58) صحيح
البخاري صـ 311/ باب الحج أشهر معلومات,كتاب الحج / رقم الحديث (1560).
(59) وهو أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض السبتي
المالكي المتوفى 544هـ صاحب مشارق الأنوار.
المصادر والمراجع
* (1) القرآن الكريم قد طبع لمجمّع الملك
فهد لطباعة المصحف الشريف المدينة المنورة.
*(2)
ابن فارس,أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا:
"مـقـا ييـس اللـغـة"
شركة
مكتبة ومطبعة مصطفى البابني وأولاده بمصر 1392هـ1972م.
*(3)
ابن منطور,جمال الدبن أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي بن أحمد:
"لسـان الـعـرب"
دار
المعارف كورينيش 1119, النيل ,القاهرة مصر.1374هـ1955.
*(4)
ابن الأثير, الإمام مجد الدين المبارك بن محمد الجزري:
" النهاية في غريب الحديث والأثر
"
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت,
لبنان.
*(5) الأصفهاني,الحسين بن
محمد بن المفضل المعروف بالإمام الراغب:
"مفردات ألفاظ
القرآن"
دار
القلم ,دمشق, الشام, والدار الشامية,بيروت, لبنان.1418هـ1997م
مكتبة
دار السلام , الرياض, المملكة العربية السعودية.1421هـ2000م
*(6)
البخاري ,الإمام محمد بن إسماعيل الجعفي :
"صحيح البخاري "
مكتبة
دار السلام , الرياض, المملكة العربية السعودية.1417هـ 1997م.
*(7)
الجوهري, العلامة إسماعيل بن حماد اللغوي:
" الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية
"
دار العلم للملايين , بيروت ,
لبنان.1376هـ1956م.
*(8)
الحموي , الإمام شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبد الله الرومي:
" معجم البلدان "
دار إحياء
التراث العربي ,بيروت ,لبنان.
*(9)
الدكتور أ .ي . ونسنك,أستاذ العربية بجامعة ليدن:
"المعجم
المفهرس لألفاظ الحديث النبوي "
مكتبة بريل في مدينة ليدن.1936م.
*(10)
الدكتور محمد شاكر سعيد :
"القضايا
الإملائيّة"
دار المعراج الدولية للنشر والتوزيع ,
الرياض,1414هـ 1993م.
*(11)
الذهبي,شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان :
سير أعلام النبلاء
دار الكتب العلمية. بيروت. لبنان .
*(12)
الزاهدي,حافظ ثناء الله الزادي صادق آبادي :
"
توجيه القارئ إلى القواعد والفوائد الأصولية في فتح الباري"
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ,بيروت,
لبنان.
*(13)
الزمخشري , العلامة جار الله محمود بن عمر :
" الفائق في غريب الحديث"
شركة
عيسى البابي الحلبي, وشركاءه, مصـر.
*(14)
العسقلاني, الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر:
مكتبة
دار السلام , الرياض, المملكة العربية السعودية. 1421هـ2000م
" فتح الباري شرح صحيح البخاري"
دار نشر الكتب الإسلامية ,لاهور,
باكستان.1401هـ1981م
*(15)
العيني , العلامة بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد:
" عمدة القارئ شرح صحيح
البخاري"
شركة
مكتبة مصطفى الحلبي,ومكتبة ابن تيمية, مصر.1392هـ1972م
*(16)
الفيروزآبادي , العلاّمة اللغوي ججد الجين محمدبن يعقوب:
" الـقـامـوس الـمحـيـط "
مؤسسة
الرسالة شارع سوريا, بيروت, لبنان .1407هـ1987.
*(17)
الفيومي ,العلاّمة أحمد بن محمد بن علي المقري:
"
المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي"
دار
الكتب العلمية بيروت, لبنان . 1397هـ1978م.
*(18)
القاضي , أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي:
"مشارق الأنوارعلى صحاح الآثار"
المكتبة العتيقية ,تونس ـــ دار التراث القاهرة ,مصر.
*(19)
القسطلاني, شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد:
"إرشاد الساري بشرح صحيح البخاري"
المطبعة الأميرية ,ببولاق , مصر المحمية.
سنة 1323هـ
*(20)المديني,الإمام
الحافظ أبو موسى محمدبن أبي بكر بن أبو عيسى الأصفهاني:
" المجموع المغيث في غريبي القرآن
والحديث:
مركز
البحث العلمي,جامعة أم القرى مكة المكرمة ,1408هـ 1988م.
*(21)
الهلالي , أبو أسامة سليم بن عيد :
"الجامع
المفهرس لأطراف الأحاديث التي خرّجها ناصر الدين الألباني"
دار
ابن الجوزي , الدمام, المملكة العربية السعودية ,1409هـ 1989م.
*(22)
عمر رضا كحاله:
معجم المؤلفين : تراجم مصنفي الكتب
العربية"
دار
إحياء التراث العربي ,بيروت ,لبنان, 1376هـ 1957م.
قد تمّ الموضوع بالخير وبالله
التوفيق وهو المستعان المعين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق